TRENDING

انطلق "الموريكس دور" ليلة أمس من كازينو لبنان بدورته 22. بشعار "البقاء على قيد الحياة " staying alive.

احتفاءٌ حمل كل معاني البريق وراح أكثر من تقديم جوائز وتكريم. الشمس التي غابت في بحر جونية بالأمس نامت مستقرة وهي تشهد على أثواب الحياة وأناقة الأجواء وبأن الليل يمكن أن يبقى مضاءً بالأمل.


السجاد الأحمر الذي فرش في ممرات الكازينو يشهد أن التاريخ يتجدّد، وأنّ هذا الصرح سيبقى نابضاً بالحياة والشباب وإن صار عمره سبعون عاماً.

الوجوه التي جاءت من كل الدول، أكدت أن هذا الوطن المثقل بالوجع قادر على أن يكون رسالة شفاء بفنه وإبداعه.


هذا العام "موريكس دور" ليس كسابقاته، فالبلد المخذول في كل شيء يفتح ذراعيه ويجمع حشود الجمال والأناقة ويقول كلمته في الخلق والإبداع، ويكرّم من يستحق ويُسكت صوت الأنين والإحباط.

الكل أثنى على هذا الحدث الطالع من رحم الألم كمعجزة. والكل استذكر ضحايا الكوارث الطبيعية في الوطن العربي. وبأن هذه الليلة هي رسالة باتجاه الحياة والصمود.

هيلدا خليفة.. ديفا الإلقاء

شاشة LBC التي منها انطلق هذا الحدث في بداياته، يعود الآن بعد 14 سنة غياب ليجدد الحضن ويفرش الضوء من جديد لضيوف موريكس دور. ومع هذا الحدث تعود الغائبة التي لم ينساها الجمهور، هيلدا خليفة لتقدم الحدث.

هيلدا خليفة التي سكبت بإطلالتها الذهبية وهج الحضور. عادت بنبرتها التي تليق بالمسارح الكبيرة. ديفا الإلقاء، ومايسترو في توزيع الكلام والأدوار. حيوية كغصن متفتح لا تخطئ في كلامها ولا يهيبها الموقف الحي وكاميرات الإرسال والحشود المكتظة. هيلدا كانت نجمة النجوم وسيدة الحضور دون منازع، جعلت من الأمسية حدثاً ناجحاً تشدّه بلباقتها وخبرتها التي لا ينافسها أحد.

كانت السهرة طويلة ولكنها مشدودة، لا يوجد فيها خفوت ولا تطويل. سريعة بقدر ما يمكن أن تكون السرعة موفقة. محبوكة تماماً ولا نبالغ إن قلنا إن الفضل يعود لهيلدا خليفة، التي تجيد لحم الأجواء وتقصير المط والشد بأسلوبها اللائق الذي يستحق جائزة تقدير.

الجوائز

بدأ توزيع الجوائز على فئة المكرمين لنتاجهم ومسيرتهم الطويلة، الفنانة هدى حداد تنال الموريكس دور للمرة الثانية بعد 21 سنة من تكريمها الأول، قدمت هذا التكريم للمدرسة الرحبانية التي احتضنتها وعاشت فيها الفن.

وكذلك الممثل القدير جهاد الأطرش صاحب الصوت الذهبي في التقديم والإذاعة والدبلجة.

وانتهى الحفل بجائزة نجم الغناء اللبناني التي نالها زياد برجي بعد الكثير من البيانات والمنشورات التي صدرت عن المُكرم والجهة المكِرمة.

وبين البداية والنهاية كتب الحفل نجاحه وكرم الكثير من القامات الفنية في الوطن العربي وصولاً إلى تركيا. حيث كرم شيفال سام بطلة "التفاح الحرام" التي تلعب شخصية أندر. وعبرت بكلمة مكتوبة بالإنكليزية عن مدى شكرها وامتنانها لشعب لبنان وحبهم، كما غنّات لفيروز "يا قمر أنا وياك".


حضور سياسي ودبلوماسي

كان ملفتاً الحضور الدبلوماسي العربي، إذ قدّم القائم بأعمال العراق قدم جائزة نجمة الغناء الغربي إلى مواطنته الفنانة رحمة رياض.

والسفير التونسي كان له أكثر من إطلالة. أما وزير الاعلام اللبناني فكان حاضراً بقوة وقدم الجوائز إلى عدد من المكرمين لا سيما لصادق الصباح معتبراً إياه الصديق الذي إذا كُرم كأن التكريم له. معبراً عن محبته له بالقول:" لما بكون عنا جبل متلك ما بينخاف على لبنان".

وكانت شركة الصباح قد كرمت من خلال عدة جوائز عن مسلسل "النار بالنار" الحائز على جائزة أفضل مسلسل لبناني. كما حازت النجمة كاريس بشار وجورج خباز وطارق تميم وساشا دحدوح على جوائز.


وفي المقابل كُرمت شركة "إيغل فيلمز" لصاحبها جمال سنان من خلال عدة جوائز عن مسلسل "للموت" فكان له جائزة أفضل مسلسل لبناني جماهيري، ونالت الكاتبة نادين جابر تكريماً كأفضل كاتبة نص، وورد الخال كأفضل ممثلة لبنانية دور أول وجائزة للمخرج فيليب أسمر.

عاطفة ودموع وغصات

امتلكت الغصة والتأثر الكثير من المكرمين. بالرغم من نجوميتهم وقوتهم في التمثيل أو الغناء وقدرتهم على خرق الصفوف والوقوف عالياً.

لكن عاطفتهم غلبتهم فتأثروا وتهدج صوتهم. ورد الخال التي قالت كلمتها بالكثير من الامتنان والحب بدت متأثرة والغصة عالقة في حلقها. أما المخرج فيليب أسمر الذي يدير الأعمال الكبيرة ويولدها تكلّم بالكثير من التواضع والارتجاف في كلماته، وهو يصف حادثة كادت تودي بحياته جراء حادث سيارة وهو صغير ولم يصدق أنه سيعيش ليكون ما هو عليه وينال التكريم عن أعماله.

وميريام فارس التي حازت جائزة النجاح نحو العالمية، وصفت مأساة عاشتها لمدة أربعة سنوات وهي طريحة الفراش، لكن بالحب والإرادة استطاعت أن تصل إلى ما هي عليه اليوم، ميريام التي كانت مبهرة بطلتها وأغنيتها على المسرح.


والعاطفة كانت كبيرة ومؤثرة من الإعلامية إليان الحاج وهي تقدم الجائزة إلى الفنان الناشئ عصام النجار كونها مستشارته الإعلامية. قائلة له والدمعة عالقة عند طرف عينها "أنت أبني الذي لم أستطيع أن أحظى به".

البدلة الحمراء أكلت الجو

كان الفنان المصري محمد رمضان ملفتاً ببدلته الحمراء وسلساله الذهبي العريض. صعد أكثر من مرة على المسرح، مرّة حين نال جائزة أفضل ممثل عربي، وحين نالت هالة صدقي جائزتها عن مسلسل "جعفر العمدة "، وحين فتح قلبه لنوال الزغبي وتعاتبا، وحين غنّى مع الفنان عصام النجار.

تكرار حضوره على المسرح أوحى أنّ رمضان يريد أن يأكل الجو.


فبداية حضر بطلب من الإعلامي جمال فياض الذي سعى لمصالحته مع الفنانة نوال الزغبي فكان الحضن والعتاب المحبب غسيل القلوب بينهما. ثم أطل خارج السياق في فقرة تكريم الفنان الأردني الناشئ عصام النجار وغنى معه وشجعه.

وفتح جاكيته الأحمر الملبوس على اللحم كاشفاً عن عريه.

محمد رمضان تصرف كأنه من أهل البيت بكل أريحية وعفوية ناشراً روحه أبعد من نظارته السوداء وشعره الأشقر.

الإطلالة الصادمة

من يمعن النظر في تفاصيل "الموريكس دور"، يدرك أنّ الذين يقدّمون هذه الجوائز هم في غالبيتهم أكبر سناً من المكرمين. وهذا أمر يحسب أن تناول الأجيال بعضها دروع التكريم. فهؤلاء لا يعيبهم عدم انقشاع الكلمات التي يودون قراءتها ولا يعيبهم العمر. بل يقفون بكل ما يحتاجه هذا المسرح من شموخ يتكلمون ويقدمون الجوائز.

وتبقى بدلة نيكولا معوض ضوء داخل الضوء وبريق يفيض من بريق. ملفتة وصادمة ولكن هذا لا يغيّب جائزته كفنان لبناني وصل إلى العالمية في تمثيله في هوليوود وكفنان صاحب مسيرة تدعو للفخر.

حفل "الموريكس دور" شكل مهرجان حياة وأناقة وجمال. وأن شمس المجد قادرة على السطوع دوماً من وطن قد يخبو ولكن لا يموت.


يقرأون الآن