TRENDING
خاص- في ذكراه وعلى وقع أوجاع لبنان.. جورج وديع الصافي يخص

تأتي ذكرى الراحل الكبير وديع الصافي في ظل الحرب المستمرة على الوطن الذي تغنّى به وقدم أعمالاً أيقونية تمجد جمال طبيعته.

وفيما يتردد صدى صرخته "لبنان يا قطعة سما"، تعود إلى البال أغنيته "الله معك يا بيت صامد بالجنوب" و"لوين يا مروان".. وغيرها من الأعمال الخالدة التي تتناقلها الأجيال بفخر كبير.

    

حضور الصافي في أخبار اليوم، لم يقتصر على المواقع والمنصات اللبنانية، بل تعداها إلى المواقع المصرية التي تغنّت بتاريخه ومدرسته الفنية، وأعادت إلى ذاكرة القراء واقعة منحه الجنسية المصرية التي كرّمه بها الرئيس السابق حسني مبارك بعد تقديمه لأغنية "عظيمة يا مصر"، من كلمات أحمد علام، وألحان الصافي نفسه.


ولأن هذه الذكرى تأتي موجعة على وقع القصف المستمر على لبنان مخلّفا الكثير من الجرحى وآلاف الشهداء، أجاب الأستاذ جورج، نجل الصافي الكبير على سؤالين وجههما موقع هواكم في حوار خاص، وهما: ماذا كان الراحل الذي لُقِّبَ بـ"قدّيس الطرب" و"مطرب الأرز" سيقول حبًا ودعما للبنان في هذا الظرف العصيب؟
وما سر اهتمام المواقع المصرية الكبيرة بذكرى العملاق اللبناني الراحل؟ وهذا ما قاله:
 

   


عاش الوالد المراحل الصعبة التي تخبّط بها لبنان في أربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي، كما تألم كثيرًا جراء الحرب الأهلية. وكان يقول دومًا أسفي على هذا الوطن الجميل الذي يعاني اعوجاجًا ببنيته العصية على الإصلاح، بوجود شريحة من الشعب تقدّم مصالحها الشخصية على مصلحة الوطن العليا.
واعتاد أن يردد على مسمعنا "للأسف عدونا لا خائن لديه، لكن نحن لدينا الكثير من الخونة!" وهذه وصمة عار علينا..!

وأضاف الصافي الإبن: لقد حمل والدي الوطن كالصلاة في قلبه، كما حمل قضيته أينما حلّ محاولاً نشر الوعي حول أهمية لبنان الوطن الجامع لابنائه. ولو كان يعيش اليوم، كان سيغضب كثيرًا لحال الوطن وسيبكي ألم الشعب البريء الذي يدفع الأثمان غاليًا. وأظنه لو قُدّر له أن يرى ما نراه، كان سيرفع الصوت عاليًا ويحرّك زملائه لنجدة لبنان، أو كان سيعتكف غضبًا وحزنا. فالصافي كان صاحب قلب كبير جدًا يتألم على وجع كل إنسان. ولم يكن رماديًا في مواقفه، بل حساسًا بشكل يفوق التصور. وكان الشعراء يتسابقون لتقديم الكلمات له في كل أزمة لأنهم يعرفون تفاعله مع كل محنة يعيشها الوطن الذي كان اول المدافعين عنه موقفًا وغناءً.


وأردف: في ظل ما نعيشه اليوم، لم يكن والدي ليقف متفرجًا. فقد اعتاد أن يساعد الناس دون إخبار أحد. فكلما رأى شخصًا مهمومًا يسأله عن حاجته، ويحاول تمرير المساعدات له دون منة، لأنه كان يحب العطاء إيمانًا منه بمحبة يسوع المسيح الذي حثّ الانسان على الرأفة بأخيه الإنسان. وعندما توفي الوالد، جاءنا الكثير من المعزين يخبروننا بأنه كان يقدم لهم مساعدات مادية، وترحموا على روحه الكريمة المعطاءة.

وسرد عنه قصة يعرفها، أنه ذات مرة عرض مساعدة على أحد أصدقائه فخجل من قبولها. فأخذه معه بسيارته ودس بجيبه مئة ليرة بارزة لجهته وتعمّد ان يدير وجهه للجهة الأخرى، وبقي على هذه الوضعية يحادثه دون النظر إليه، حتى شعر بأن صديقه سحب المئة من جيبه، فاطمأن لوصول مساعدته الى جيب صديقه الذي كان يقول عنه "إنه إنسان طيب وأنا بحبه، ولو كانت إيده طويلة. فهذا يعود لظروف حاجته وعزة نفسه التي تمنعه من الاعتراف بقبول المساعدات!"


أما عن اهتمام المواقع المصرية بذكرى الصافي الكبير، فقال نجله: مصر أهل الكنانة والوفاء وكرم الضيافة التي احتضنت والدي وعائلته خلال الحرب الأهلية على لبنان. ولقد كرمته بالجنسية المصرية واعتبرته مطربًا من مبدعيها بعدما قدّم لها عدة أغنيات أبرزها "عظيمة يا مصر".


ولقد تغنّى والدي دوما بـ"مصر العزيزة جدًا على قلبه"، فقدم "دار يا دار" و"على رمش عيونها" ضمن أحداث فيلم "نار الشوق" عام 1970، بالإضافة لأغنيات عدة بينها "يا عيني على الصبر" و"الليل يا ليلى" التي لا تزال الأجيال الطالعة ترددها بعشق لمدرسته الفنية.

   


الجدير بالذكر أن انطلاقة الراحل الكبير وديع الصافي كانت عام 1938 حين فاز بالمرتبة الأولى لحنًا وغناء وعزفًا من بين أربعين متباريًا في الإذاعة اللبنانية، أثناء حقبة الانتداب الفرنسي على لبنان. حيث قدم أغنية "يا مرسل النغم الحنون". وكان أول لقاء له مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب سنة 1944، حين سافر إلى مصر للمرة الأولى.

وفي سنة 1947 سافر مع فرقة فنية إلى البرازيل وبقي فيها 3 سنوات، وبعد عودته من البرازيل، أطلق أغنية "عاللّوما" التي كانت نقطة الانطلاق في شهرته الواسعة بسبب تعلق الجماهير بها.

ولقد برز الصافي كمغن وممثل في المسرح الغنائي، وكان من أوائل المطربين الذين يُطعّمون الأغنية بالموال الذي أبدع فيه بمساحات صوته الكبير المسكون بالحب والحنين.

يقرأون الآن