شهد اليوم الثالث من فعاليات النسخة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي لقاء بين قامتين فنيتين مصريتين، هما "يسرا" التي كانت على مقعد المذيع، والفنانة والمنتجة والإعلامية "إسعاد يونس"، حيث استمتع الحضور على مدار أكثر من ساعة بجلسة نقاشية قادتها يسرا واستعرضت فيها "صاحبة السعادة" جوانب من مشوارها الفني المميز.
لم يكن اللقاء مجرد حديث عن الإنجازات، بل غوص في تاريخ مليء بالعمل والشغف بالفن، إذ تطرقت إسعاد إلى تجربتها المتنوعة التي امتدت من تقديم البرامج الإذاعية إلى التمثيل، والإنتاج السينمائي، مرورًا بالإخراج، وسردت "إسعاد" تفاصيل واستعرضت ما واجهته من تحديات وما قدمته من إسهامات لتطوير المشهد الفني في مصر، وعن صداقاتها وروابطها بالمخرجين الكبار والممثلين، وعلاقتها مع كل مشروع عملت عليه.
بدأت إسعاد يونس مسيرتها الإعلامية كمقدمة برامج في إذاعة الشرق الأوسط، ثم لفتت الانتباه بموهبتها الفريدة، ومن الإذاعة، خطت خطواتها الأولى في التمثيل، مقدمة مجموعة من الأدوار التي أصبحت علامات فارقة في السينما المصرية.
تؤكد إسعاد يونس أنها قابلت عددًا من الشخصيات التي دعّمتها في بداياتها، منهم طاهر أبو زيد وعبد الوهاب طاهر وعلي الشريف، وتحدثت عنهم بامتنان، وذكرتهم كأشخاص كانوا أساسًا في بناء ثقتها الفنية، كما ذكرت بالاسم المخرج الراحل السيد راضي، الذي وصفته بأنه "مجنون باللقطات"، حيث كان دائم السعي لإخراج مشاهد غير تقليدية، الأمر الذي جعلها تجد متعة خاصة في التعاون معه.
خلال الجلسة، فُتح باب النقاش حول تعاونها مع المخرج مروان حامد، وقدمت إسعاد تحية تقدير له عن فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي يعد من الأعمال التي حازت إعجابًا واسعًا وتناول قضايا اجتماعية بمستوى فني رفيع.
تطرقت "يسرا" في أسئلتها إلى علاقة "إسعاد" بالكتابة، التي برزت فيها بمشروع "نون النسوة"، وأوضحت "إسعاد" أنها توقفت عن الكتابة بسبب التزاماتها بالإنتاج السينمائي، حيث أنتجت أكثر من 80 فيلمًا، مثل "ليلة سقوط بغداد وإتش دبور وأسرار البنات"، لافتة إلى أنها كانت تمنح حرية الإبداع للمخرجين دون تدخل، ما أثمر عن أفلام لا تزال عالقة في أذهان الجماهير.
اختتمت إسعاد يونس الجلسة بنصيحة موجهة للجيل الجديد من الفنانين، مشددة على أهمية وعي الممثل بتفاصيل الإنتاج والتصوير والإخراج، فبذلك يمكنهم فهم العمل الفني بكل جوانبه، والارتقاء بأدائهم إلى مستويات أعلى من الإبداع.