بعد مشوار طويل حافل بالأعمال الفنية، رحلت الفنانة القديرة شريفة ماهر عن عمر يناهز 92 عامًا، تاركة وراءها مشوارًا فنيًا حافلًا بالنجاح والمعاناة.
شريفة ماهر، التي ولدت في 1932، سطع نجمها على يد الموسيقار محمد عبد الوهاب، الذي كان المفتاح لأول ظهور فني لها، وحكت عن مقابلتها الأولى معه في لقاء متلفز، أنه في عيد ميلاد أحد المخرجين الكبار وكان بحضور عبد الوهاب، طلبت منه أن يسمح لها بالغناء، فكان جوابه "والنبي بلاش هزار يا شريفة"، لكنها أقنعته وغنت "غلبت أصالح" لينبهر بها عبد الوهاب، ثم قام بعد ذلك بإسناد دور بطولة لها في فيلم غنائي من إنتاجه أمام المطرب سعد عبدالوهاب، فضلًا عن غنائها أربع أغنيات من تلحين عبدالوهاب نفسه
توالت أعمالها الغنائية والسينمائية، وأدت أدوارًا في أفلام خالدة مثل إسماعيل يس في البوليس، وقصر الشوق، وأعز الحبايب، لتصبح وجهًا مألوفا في سينما الخمسينيات والستينيات، وتميزت شريفة بشخصية استثنائية في أدوارها السينمائية؛ فمزجت بين الأدوار الكوميدية والاجتماعية والدرامية، وجسّدت شخصيات مختلفة، ما جعلها تترك بصمة لا تنسى لدى الجمهور، على مدار حياتها الفنية.
عاشت شريفة تجارب حياتية صعبة، إذ أجبرها والدها على الزواج في سن مبكرة مرتين، ما أثّر على حياتها الشخصية بشكل عميق قبل دخولها عالم الفن. ورغم هذه الظروف، أثبتت موهبتها وحققت شهرة واسعة، إذ تعلمت فنون الأداء على يد عبد الوارث عسر وارتبطت بعلاقات وطيدة مع رموز الفن، كأم كلثوم وفاتن حمامة.
في السنوات الأخيرة، وجدت شريفة ماهر نفسها وسط معاناة عائلية مؤلمة تتعلق بممتلكاتها ونزاعات مع أبنائها حول الميراث، حسبما قالت في لقاءات متلفزة، ولجأ أبناؤها إلى وسائل ضغط شديدة، تضمنت تهديدات متكررة؛ فقد ادعت أن ابنها لم يكتف فقط بمطالبته بتنازلها عن بعض أملاكها، بل ذهب إلى استخدام حفيدها لإيصال تهديدات بحقها وحق عائلتها، وهو ما ترك أثرًا نفسيًا عميقًا عليها.
وذكرت "شريفة" أنها شعرت بالعزلة، معتبرة أن أزمتها العائلية جعلتها تفقد الأمان والدعم الأسري الذي كانت تأمله.