TRENDING

الكاتبة رولا فارس شقيقة الفنانة ميريام فارس ومديرة أعمالها

"حكي مش موزون" هو باكورة أفكار ومؤلف رولا فارس في عالم الكلمة. كتاب سخي المحتوى، عابق بالتجربة مليء بالأحاسيس. بين أوراق بيضاء وضعت روح موجوعة ومحبة وعطوفة وناقمة ومخذولة. دفتي كتاب مفتوحة على تقشر مسلوخ من فصول هذه الحياة التي تفرجينا الكثير.

وقّعت رولا بالأمس كتابها في جناح "دار النهضة العربية" ضمن "معرض لبنان الدولي للكتاب" بدورته الثامنة بحضور شقيقتها الفنانة ميريام فارس.

رولا التي تدير أعمال شقيقتها ميريام وكانت قد كتبت لها أغنيتين "حقلق راحتك" و"غدارة يا دنيا". وربما نفشي سراً إذ نقول بأنها تحضر لكتابة مسلسل بات على مشارفه الأخيرة غني بالشخصيات والأحداث وفيه عبق جديد يشبه روح الكاتبة المغلّفة بالرؤى.

رولا فارس

من يعرف رولا عن قرب يدرك أنها لا تحب الظهور وتهوى حياة الكواليس ولا تسهب في الكلام، بالرغم من أنها خلف إشعال الكثير من الأنوار وتعرف كيف تتعامل مع مطبات النجاح وضريبته.

ولأن الكلمة قادرة على حمل تلك الروح المتوارية خلف مسرح الحياة، تشجّعت رولا أن تكون بطلة في هذه المسرحية كما تقول: "هيك بالمسرحية بتكون أنت البطل وما بتندم ع العمر اللي ضاع انت وقاعد بين الجمهور".

"حكي مش موزون" نثرات من كسور وصمود وحب وندم. قالتها الكاتبة بلغة عامية مرصوصة كأنها آخر نفس في الصدر. لعمقها تجدها أبلغ من الفصحى وأبعد من الكلام نفسه. أنه صوت غائر في الأعماق يصعد مع ألف نشيج.

قد يكون الكلام غير موزون عندما تكون الحقيقة مُغيّبة والكذب سيد والزعل مكبوت والوفاء ضائع. لكن عندما نقرأ كل هذا الصدق نعرف كم كان هذا الكلام عقلاني راجح ومليء بالفطنة. وهكذا رولا تضع كفتي الميزان مقابل سن التوازن في كفة تضع الحق وفي الأخرى تضع الضد وتترك القارئ يختار وزنته.

رولا التي خرجت من نفسها في صفحات قليلة ربما لم تقل كل شيء. لكن ما قالته كان صادقاً ولا يمر مرور الكرام. فهي تفصح عن كل تلك المعارك التي نعيشها وكأنها تعرف إلى ماذا تؤول. فتعطي كلمتها النابعة من تجربة وتصمت.

يقرأون الآن