TRENDING
كلاسيكيات

وداع على وسادة المرض: اعترافات مريم فخر الدين في لحظات الوداع مع محمود ذو الفقار

وداع على وسادة المرض: اعترافات مريم فخر الدين في لحظات الوداع مع محمود ذو الفقار

في مقال مؤلم ومليء بالمكاشفة الصادقة كتبته ضمن سلسلة مذكرات في مجلة "الموعد"، تروي الفنانة الراحلة مريم فخر الدين تفاصيل علاقتها المعقدة بزوجها السابق، المخرج والممثل محمود ذو الفقار، والتي انتهت بلحظة وداع مأساوية، كانت فيها شاهدة على وفاته.

مريم تعترف بندمها على القطيعة التامة التي فرضتها على محمود بعد الطلاق، مشيرة إلى أن هذا الجفاء كان تصرفاً غبياً لم تدرك خطورته إلا بعد فوات الأوان. ورغم أن العلاقة بينهما كانت قد انتهت رسمياً، إلا أن محمود ظل والد ابنتها الوحيدة، إيمان.


صراع على الحضانة ووجع الذاكرة

تسرد مريم كيف أن التواصل بينهما، وإن حصل، كان لا يخلو من الشجار، خصوصاً عندما كان يطالب بحضانة ابنتهما. الأمور تفجّرت أكثر حين تزوجت مريم من الدكتور محمد الطويل، ما أدى إلى صدمة شديدة لمحمود، الذي ربما كان يظن أن عودتها إليه ممكنة.

ردة فعله كانت قاسية، حيث انتزع منها حضانة إيمان، وفرض عليها رؤية محدودة لابنتها. ومع ذلك، اختارت مريم أن لا تدخل ساحات المحاكم، مفضلة الحلول الودية.


عودة الذكريات مع الألم الجسدي

مرت السنوات، وتزوجت مريم للمرة الثانية من المطرب فهد بلان. لكن بعد طلاقها من الطويل، حاول محمود العودة إليها عبر وسطاء. وبرغم تفكيرها بالأمر، ذكَّرها الألم في أذنها بإحدى لحظات العنف الجسدي التي تعرّضت لها منه، فرفضت العودة بشكل نهائي.


"انسي كل شيء.. والحقي بابا"

انقلب المشهد حين جاءت إيمان مسرعة ذات يوم تخبر والدتها أن والدها يحتضر. أسرعت مريم إلى بيت محمود، ووجدته في حالة صحية حرجة، بالكاد يفتح عينيه. نطق بجملتين غاضبتين، ثم شهق وزفر النفس الأخير. لحظة موت حاضرة في ذاكرة مريم لا تُنسى.


الجنازة وواقعة البيت المفتوح

تقول مريم إنها كانت لأول مرة ترى شخصًا ميتًا، حتى والدها لم تره لحظة وفاته. وبعد الوفاة، وجدت نفسها وحيدة مع جثة محمود وابنتهما. طلبت ملابس سوداء، وبدأت في تلقي العزاء داخل البيت، رغم أنها مطلقة منه منذ عشر سنوات.

بعد الدفن، توجهت مع ابنتها إلى شقة محمود لتفقد ممتلكاته، لكنها فوجئت بالأقارب ينهبون ما خفّ وزنه وغلا ثمنه، بينما اختارت إيمان فقط أن تحتفظ برسائل قديمة كتبتها والدتها أثناء الحمل.


صدمة ثانية من إيمان

بعد أن قررت مريم التفرغ لابنتها حتى تنتهي من امتحاناتها، تفاجأت برد قاسٍ من إيمان، التي قالت: "أنا مش عايزة أعيش معاكي.. وما بحبش فهد بلان.. عايزة أعيش عند عمي". كلمات حملت نبرة والدها الراحل، وكانت بمثابة صفعة عاطفية لمريم.

مذكرات مريم فخر الدين لم تكن مجرد سرد لتجربة شخصية، بل شهادة على معاناة إنسانية خلف الأضواء. صراع الطلاق، العنف، الحنين، الحضانة، والندم كلها اجتمعت في قصة واحدة كتبتها فنانة عرفت الشهرة، لكنها عاشت مآسٍ في الخفاء.





يقرأون الآن