في إحدى زيارات مريم فخر الدين لمكتب شركة "نحاس فيلم" للتعاقد على فيلم "المساكين"، وقع نظر المخرج محمود ذو الفقار عليها للمرة الأولى. توقفت عيناه عندها بلا كلمة، واكتفى بابتسامة خجولة ردّت عليها بابتسامة مماثلة، لتكون تلك اللحظة الشرارة الأولى لقصة بدأت من صمت.
لقاء ثانٍ يفتح الباب للمشاعر
مرت فترة هدأت فيها الذكريات، حتى بدأت مريم تصوير فيلم "السماء لا تنام" مع المخرج إبراهيم عمارة. وأثناء استعدادها داخل غرفتها طر knock على بابها، لتفاجأ بدخول محمود ذو الفقار بثقة من يعرفها منذ سنوات. تقول مريم إنها لم تفهم سبب هذا القدر من الود، فردت عليه ببرود نابع من خجلها وانطوائيتها، ما دفعه للمغادرة.
لكن وجوده لم ينقطع. كان يتردد على الاستديو بحجة زيارة صديق، بينما السبب الحقيقي – كما روت مريم لمجلة "الكواكب" – كان رؤيتها، وهو ما جعلها تشعر تجاهه بشيء لم تستطع تحديده.
خطوات تقرّب الطريق
تكرر اللقاء بينهما حتى تشجع محمود وطلب توصيل مريم ووالدتها إلى المنزل. ومع الوقت أصبحت ردودها أكثر لطفاً، ما زاد من اقترابه وزياراته المتكررة. وفي أحد الأيام أخبرها بأنه يريدها بطلة فيلم جديد سيقوم بإخراجه. ردت مريم بالموافقة، مؤكدة ضرورة أن يلتقي بوالدها أولاً.
هنا عاد محمود ليكشف عن نية أبعد من عمل فني، قائلاً لها إنه يحمل دوراً أهم لها. وعندما سألته عن المقصود، رد مباشرة بأنه يريد التقدم رسمياً لطلب يدها.
الطلب الرسمي والعقد على بياض
في اليوم التالي جلس محمود أمام والد مريم، مقدماً عقداً على بياض كضمان كامل لعملها معه في الفيلم، معلناً استعداده لتوقيع كل الشروط. وبعد أن تم الاتفاق، قال لوالدها إن لديه شرطاً آخر مقابل قبوله بكل ما طُرح: الزواج من مريم.
تقول مريم إن والديها ترددا لأنها ابنتهما الوحيدة، وخشيا أن يبعدها الزواج عنهما. لكن التردد لم يدم طويلاً، فكما وصفت: "الزواج هو دائماً نهاية طريق كل فتاة"، ليوافقا في النهاية على الارتباط.