ضجّت وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في الأسبوع الأخير بتناقل أخبار الرابير ويجز والمطرب والملحن رامي صبري على خلفية تصريحات الأخير في برنامج "حبر سري" عندما أبدى رأيه بمطربي المهرجانات وأشار إلى عدم فهمه لبعض كلمات أغنيات "ويجز"..
وفيما انقسم الجمهور بين مشيد برامي المتخرّج من أكاديمية الموسيقى بالقاهرة، الذي بدأ مسيرته الموسيقية بتلحين الأغاني لمطربين مشهورين بينهم عامر منيب، شيرين عبد الوهاب وفضل شاكر وأطلق ألبومه الأول عام 2005، انحاز آخرون لـ"أحمد علي" المعروف باسم ويجز الذي حقق النجومية عقب إطلاقه لتراك "دورك جي" في 11 آذار (مارس) 2020، الذي تجاوز على "يوتيوب" 24 مليون مشاهدة خلال شهرين فقط، وكان المغني المصري الأكثر استماعًا على سبوتيفاي في عامي 2020 و2021.
وفي مقاربة بين نجاحاتهما، فقد صُنِّف صبري "أفضل ثالث مطرب في الوطن العربي" حسب ترتيب جائزة MTV العالمية عام 2009. ونال جائزة "الدير جيست" كأفضل مطرب في الوطن العربي لعام 2008، وجائزة أفضل أغنية عربية لعام 2020 من مجلة "وشوشة" عن أغنيته "حياتي مش تمام".
أما ويجز، فقد درس العلوم الادارية، وعمل في شركة فودافون قبل أن يصب كل اهتمامه في مجال الراب.
أولى أغنياته كانت من خلال أغنية "بطلوا فيك"، ثم حقق نجاحًا كبيرًا بأغنية "TNT" التي طُرحت عام 2018. ثم شارك في قام بتجربة تمثيلية في مسلسل بيمبو للمخرج عمرو سلامة عام 2021، ووضعته مجلة فوربس الشرق الأوسط ضمن قائمتها لمشاهير نجوم الموسيقى العرب 2021، كما ضمته مجلة "جي كيو" الأمبركية ضمن قائمتها لأكثر 21 موسيقي شاب إثارة على كوكب الأرض في 2021 ممثلاً عن منطقة الشرق الأوسط.
وبالعودة لأصل الخلاف، فرامي قد صرّح بأنه لا يفهم بعض كلمات ويجز، لكنه أشاد به ولم يتناوله بإهانات شخصية. أما ويجز فقد اختار ردًا عنيفًا يحمل إساءات شخصية ومهنية شكك فيه بمكانة صبري الموسيقية.
وفيما قال "أنا معديك أنت الرقم 19يا رامي"، رد الأخير بتصنيف أنغامي الذي وضعه في المركز الثاني بعد عمرو دياب الذي احتل الصدارة على المنصة الموسيقية للسنة السابعة على التوالي..!
السؤال يطرح نفسه هنا: لماذا يأخذ الخلاف بين النجوم طابعًا شخصيا يصل إلى التجريح؟ ولماذا سيقع الخلاف بين هذين النجمين رغم اختلاف مجالاتهما الموسيقية، في حين أن المنافسة لا تلعب دورها بينهما لا في مجال الحفلات ولا التلحين ولا تشابه الأغنيات؟
إنها في الحقيقة معضلة في غياب التواضع والتعامل الأخلاقي المهني بين نجوم اليوم. فإن أخذنا هذين النجمين كمثل، يحق لنا أن نسأل: هل يجوز أن يكون صبري المتخرج من معهد الموسيقى جاهلاً في علوم الراب كما وصفه ويجز في أحد ردوده؟ وهل كلّف ويجز نفسه عناء البحث في تاريخه الموسيقي قبل ان يتناوله بكلامًا مسيئًا؟
ماذا عن تووليت، الرابير الغامض الذي أخذ دوره في الرد على رامي؟ أليست الوردة التي يحملها سببًا في لفت الناس إليه؟ألا يُعتبَر رامي محقًا بأن "تووليت حقق شهرته بغموض مظهره دون التركيز على أعماله"؟!
والسؤال الأهم: لماذا لا يتقبّل هؤلاء الفنانين الجدد نقد الأقدمين؟ وكيف يصدقون أن مقامهم أصبح رفيعًا عندما تضرب لهم أغنية أو تراك أو يشغلون الرأي العام بمظهرهم ، أو حين يتصدرون الترند بأغنية في زمن التواصل الاجتماعي والمنصات الرقمية، في حين أن فناني الجيل السابق قد حفروا بأظافرهم طريق النجاح؟!
إنه الغرور يلعب دوره إلى جانب أخلاقيات التعامل، والدليل في رد ويجز الأخير على مسامحة رامي له بعد تدخل الشاعر تامر حسين بينهما. ففيما أعلن رامي انتهاء الخلاف قائلا ويجز أخي الصغير، بادر ويجز بقوله: سامحتني من غير ما اعتذر يا ملاك.. وانت عجزت عشان توصفني بأخي الصغير؟!