لا يزال اسم الفنانة الراحلة شادية حاضرًا في وجدان المصريين، رغم اعتزالها لفترة طويلة قبل وفاتها منذ سبع سنوات.
فقد أحدثت باعتزالها في عزّ نجاحاتها صدمة في الوسط الفني والجماهيري المصري والعربي، وظن البعض أنها ستعود إلى الوسط الفني لاحقًا. لكنها تمسكت بارتداء الحجاب وانعزلت رافضة كل محاولات الأصدقاء والزملاء ونداءات الجمهور لإعادتها عن قرارها.
رحلت شادية في مثل هذا اليوم 28 من تشرين الثاني (نوفمبر) 2017، وحظيت بجنازة مهيبة شارك فيها كبار نجوم الوسط الفني، وعدد كبير من محبيها الذين عاصروها.
وروى الفنان الراحل حسن يوسف قصة تحويل شادية للفيلا التي كانت تملكها داخل شارع موقف 28، في الهرم، إلى مسجد "عباد الرحمن". حيث حرصت على ترك صدقة جارية تظل قائمة لبعد وفاتها، فتبرعت بقطعة الأرض التي كانت تحمل منزلها، ليتحول إلى مسجد، لا يزال يعرف حتى اليوم، بمسجد "الحاجة شادية".
وقال "يوسف" عن شادية التي جمعته بها علاقة صداقة على المستوى الشخصي، عبر قناة "DMC"، أنها ذهبت إلى الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي، قائلة: "بيخوفوني من فلوس الفن". وعندما سألها: "عاوزة إيه يعني؟" أجابت: "أنا عاوزة أتبرع بفلوس الفن". فأردف الشيخ محذرًا: "الله، بس خلي جزء يسترك واستثمريه في شهادات استثمار واتبرعي بالباقي".
عُرفت شادية بلقب "دلوعة السينما المصرية" لتألقها الكبير في أدوراها الفنية، كما أطلق عليها الجمهور لقب "معبودة الجماهير" تقديرا لمكانتها المميزة.
بدأت شادية مشوارها الفني على يد المخرج أحمد بدر خان الذي كان يبحث عن وجوها جديدة، وتقدمت شادية للاختبار وقدمت الغناء والتمثيل فلفت أنظار الجميع في استديو مصر...
وبعدما حصلت على دور صغير في فيلم "أزهار وأشواك"، رشحها بدر خان للمخرج حلمي رفلة، الذي اختارها لدور البطولة أمام محمد فوزي في فيلم "العقل في إجازة"، وهو أول فيلم من إنتاج فوزي وأول إخراج لرفلة".
قدمت شادية الكثير من الأغاني، وكانت مصر حاضرة في أغانيها التي لا تزال تتردد حتى هذه اللحظة، مثل "يا حبيبتي يا مصر"، وأغنية "ادخلوها آمنين" و"مصر اليوم في عيد".
وفي التمثيل اعتُبرَت بمثابة تميمة حظ لكل من عمل معها. فقد كرر محمد فوزي التعاون معها في عدة أفلام، بينها "الزوجة السابعة" و"بنات حواء" و"صاحبة الملاليم". ولقد ساهم "فوزي" بتقديمها للجمهور كمطربة، من خلال عدة أغنيات أبرزها "الحب له أيام"، و"لقيته لقيته".
ورغم أنها لم تقدم إلا مسرحية واحدة هي "ريا وسكينة"، فقد أصبحت هذه المسرحية من أشهر الأعمال العربية، وعُرِضَت لسنوات طويلة في أكثر من دولة عربية. كما قدمت 7 مسلسلات إذاعية أشهرها "نحن لا نزرع الشوك".