TRENDING
كلاسيكيات

في ذكرى ميلاد أم كلثوم...ما حكايتها مع "عز الدين"؟

في ذكرى ميلاد أم كلثوم...ما حكايتها مع

تحل اليوم، ذكرى ميلاد كوكب الشرق أم كلثوم، عظمة هذه الفنانة تجاوزت حدود الزمان لتبقى "كوكب الشرق"، الصوت الذي لا يُنسى.

وُلدت أم كلثوم، أو فاطمة بنت الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي، عام 1898 وفق السجلات الرسمية بقرية طماي الزهايرة في محافظة الدقهلية.

نشأت في أسرة متواضعة تعتمد على دخل والدها الذي كان مؤذناً ومنشداً في الأفراح القروية.

ورغم الظروف المعيشية الصعبة، أصرت أم كلثوم على التعلم مثل شقيقها خالد، وبدأت دراستها في الكُتّاب حيث أظهرت موهبة استثنائية في تلاوة القرآن.

تميزت طفولة أم كلثوم بحوادث أثّرت في تكوين شخصيتها؛ إذ رغم الفقر، دعمتها أسرتها لتحقيق أحلامها.

وكانت أم كلثوم تُرافق والدها وأخاها إلى الكتّاب، وتقطع مسافات طويلة يومياً للتعلم. لاحقاً، اكتشف والدها موهبتها عندما كانت تُردد التواشيح التي يُعلمها لشقيقها؛ ما دفعه لإشراكها في الحفلات الصغيرة، حيث بدأت مسيرتها الفنية بأجر بسيط مثل طبق "المهلبية".

خطت أم كلثوم أولى خطواتها نحو الشهرة عندما دعاها عز الدين يكن باشا لإحياء ليلة الإسراء والمعراج بالقاهرة. هناك، أثارت إعجاب الحضور بصوتها العذب، وتكرر حضورها في المدينة.

وتعرفت لاحقاً على الشيخ أبو العلا محمد، الذي شجّعها على الانتقال إلى القاهرة عام 1921، لتبدأ مسيرتها الاحترافية.

في منتصف العشرينيات، تخلت أم كلثوم عن زيها التقليدي، وبدأت تظهر بأسلوب عصري.

وتعاونت مع كبار الملحنين مثل محمد القصبجي، الذي أسس فرقتها الموسيقية الخاصة، ورياض السنباطي، الذي أصبح ملحنها الأبرز.

وحققت أم كلثوم أولى نجاحاتها الكبرى بأغنية "إن كنت أسامح وأنسى الأسيّة"، التي سجلت مبيعات قياسية.

على مدى مسيرتها، عملت أم كلثوم مع كبار الشعراء والملحنين، مثل أحمد رامي، الذي صقل موهبتها اللغوية والشعرية، ومحمد عبد الوهاب، الذي قدم لها لحن "أنت عمري".

كما تألقت في تقديم قصائد أحمد شوقي ورياض السنباطي، مثل "سلوا قلبي" و"نهج البردة". تركت هذه الأغاني بصمة خالدة في تاريخ الموسيقى العربية.

لم تكن أم كلثوم مجرد فنانة، بل قائدة مؤثرة في المجتمع؛ إذ أسست نقابة الموسيقيين عام 1943، وترأستها لمدة عشر سنوات.

وبعد ثورة 1952، استعادت مكانتها كرمز وطني؛ إذ دعمت القضايا القومية بمبادراتها الفنية والإنسانية.

رحلت أم كلثوم عن عالمنا في 3 شباط / فبراير 1975 بعد مسيرة فنية امتدت لأكثر من نصف قرن، لكن صوتها وأغانيها ما تزال حية، تُعيد إحياء ذكريات الأجيال السابقة، وتلهم الأجيال الجديدة. أم كلثوم لم تكن مجرد مطربة، بل كانت رمزاً للهوية والثقافة العربية.

يقرأون الآن