قبل ثماني سنوات، اشترى المغني والممثل الفرنسي الشهير باتريك برويل، منزله في حي باسيفيك باليساديس الخلاب في لوس أنجلوس؛ ليستقر هناك رفقة ابنيه ليون البالغ من العمر 21 عامًا وأوسكار البالغ من العمر 19 عامًا ووالدتهما الروائية والمخرجة السينمائية الشهيرة أماندا ستيرز، ويصبح واحدًا من العديد من الأوروبيين الذين استقروا في هذا الحي الخلّاب.
ولم يكن هذا السبب الوحيد الذي شجّع برويل للعيش هناك، إذ إن وجود المغني الفرنسي الراحل جوني هاليداي كان سببًا إضافيًا للانتقال هناك، قبل أن تقع حرائق الغابات المدمرة التي اجتاحت المنطقة منذ الأسبوع الماضي، وتقضي على كل هذه الأحلام.
وقال "برويل" لمجلة فاريتي: "نسكن في قرية صغيرة وجميلة، وهو مكان شعرنا فيه براحة شديدة، من الصعب عليّ حتى التحدث عنها في زمن الماضي.. كنت هناك قبل خمسة أيام وبالتالي هو أمر صعب للغاية.. واليوم، دمرت حرائق الغابات قرية باسيفيك باليساديس الثرية، بما تضمنه من المعالم مثل منتزه ويل روجرز التاريخي".
أضاف: "غادرت في اليوم السابق وكان ابني هناك.. كان في طريقه إلى المطار، وقال لي: هل يجب أن أعود إلى المنزل؟ هل يجب أن أحاول إنقاذ الأشياء، ربما يكون هناك وقت؟ لكنني قلت له: لا، لا تفكر في الأمر حتى، فأول شيء فكرت فيه هو استعادة الألعاب التي كانت معه منذ طفولته، إذ كان الأمر هاجسًا بالنسبة له".
وأشار "برويل" إلى أن منزله كان صغيرًا، وليس مثل تلك التي تصفها وسائل الإعلام، لكنه يأسف لأن الكثير من وسائل الإعلام تركز على كل المشاهير ومدى قيمة منازلهم، قائلًا: "وراء هذه العناوين الرئيسية توجد أرواح، وهناك عائلات، قصص وذكريات وأشياء لا تحمل بالضرورة ثمنًا، فهناك ما يقرب من 300 ألف نازح وسينتهي الأمر بكثير من هؤلاء الناس بلا شيء على الإطلاق.. سمعت أن بعض شركات التأمين ألغت عقودها قبل ستة أشهر لأنها كانت خائفة من هذا التهديد، لذلك أصبح بعض الناس بلا تأمين اليوم".
وتأثر "برويل" عندما كشف أن إحدى الصور التي شاهدها في وسائل الإعلام والتي صدمته كانت لامرأة تبكي وتقول: "كيف سأشرح لابنتي البالغة من العمر ثلاث سنوات أنها لم تعد تمتلك ألعابًا، ولم تعد تمتلك أشياءها، ولم تعد تمتلك مدرسة أو منزلًا، وأننا لا نعرف إلى أين سنذهب أو ماذا سنفعل؟".
تابع: "بالنسبة لنا، كان الأمر صعبًا للغاية لأنه أشبه بفتح صفحة جديدة، إذ يشعر الأطفال بحزن عميق لعدم وداعهم لمنزلهم، وأغراضهم، وصورهم العائلية ورسوماتهم"، مضيفًا: "كانت رسومات ابني أوسكار في غرفتي، بمثابة روائع صغيرة".
وأوضح أنه منذ احتراق منزلهم، كان وأبناؤه يسافرون عبره افتراضيًا ويشاهدون كل شيء، وكل زاوية وركن، وكل ذكرى، وكل شيء عاشوا فيه على الإطلاق، مضيفًا: "كان منزلًا مهمًا لنا، كان بمثابة مرساة، وملجأ آخر وكان أحد الأماكن التي شعرت فيها حقًا وكأنني في بيتي".
وقال "برويل" وهو ينظر إلى صور باسيفيك باليساديس بعد الحريق: "تبدو وكأنها نهاية العالم.. لديك انطباع بأن قنبلة دمرت كل شيء"، لكنه مع ذلك، يعترف بأن "الأمر كان يمكن أن يكون أسوأ بكثير، فلو حدث ذلك في منتصف الليل، لما كانت القصة نفسها على الإطلاق".