هي ليست المرة الأولى التي تحتفي فيها بيروت بذكرى رحيل أم كلثوم ولكن هذه المرة اختارت أن تكون الذكرى الخمسين لرحيلها أكثر تميزاُ من خلال إقامة مجموعة من الأنشطة الغنائية والفنية التي ستمتد لعدة أيام في " Beirut Hall venue ".
وتعد "كوكب الشرق" رمزاً ثقافياً وفنياً كبيراً فهي تركت بصمة لا تمحى في تاريخ الموسيقى العربية من خلال مسيرة فنية طويلة امتدت لأكثر من خمسة عقود ساهمت خلالها بتطوير الأغنية العربية عبر أعمال خالدة تعاونت فيها مع أهم الملحنين كـ محمد القصبجي، زكريا أحمد، رياض السنباطي، ومحمد عبد الوهاب، وكذلك مع كبار الشعراء كـ أحمد شوقي وأحمد رامي، مما أثمر أعمالاً غنائية ذات قيمة فنية عالية، كما كان لتأثيرها الثقافي والاجتماعي على مستوى العالم العربي كله، دوراً في توحيد الذوق الموسيقي وتعزيز الهوية الثقافية المشتركة، فضلاً عن نشرها للغة الفصحى، مما جعلها جسراً بين التراث الشعري والجمهور المعاصر.
ولذلك اختارت الجهة المنظمة لهذه المناسبة، عدداً من الأصوات الطربية المصرية واللبنانية القادرة على إعادة تقديم أعمال "ثومة" بصوتها، من بينها المطربة المصرية مروة ناجي التي ستقدّم بأدائها المتميز وصوتها الشجي الليلة 8 شباط\فبراير، باقة من روائع أم كلثوم التي شكّلت محطات بارزة في تاريخ الموسيقى العربية، بينما تقدم المطربة اللبنانية عبير نعمة صاحبة الصوت الاستثنائي في 15 الحالي، مجموعة من روائع "سيدة الغناء العربي" التي لا تزال حاضرة في ذاكرة الناس بالرغم من مرور عدة عقود على رحيلها، وكذلك سيكون للمبدع باسم فغالي، لقاء مميز مع الجمهور الكلثومي يستحضر خلاله "الست" شكلاً وأداء وتقليداً بطريقته المميزة والعبقرية .