"الخائن" البداية الصاعقة التي سممت نخب الاحتفاء وقلبت الطاولة على جالسيها. ما زلنا مسكونين بعليا وفاي و"كريستال " ببدايته اللمّاعة ونهايته المقلوبة غير السّارة. فأتى عمل جديد كان من الصعب أن يأخذ ألبابنا ونحن نعيد حنين شخصيات عايشناها وعاشت فينا.
تأتيك أسيل محملة بذاك الوجه الجّدي والنظرة الغائرة غير المستقرة. تنثر ضياعها منذ بداية العمل وتحك كفوفها بعصيبة التائه ونحن نتتبع مسارها. بدأت القصة على طاولة عشاء وأندثر كل شيء بلحظة. وبدأنا في رحلة عكسية للزمن تعيد فيها أسيل "سلافة معمار" رواية ما حدث.
إنها الشعرة الشقراء التي قسمت ظهر علاقة من حب وسعادة إلى قلق وخوف وألم. هذه الشعرة التي تخفي وراءها فنون الخيانة وكيف تُعاش الحياة في غفلة عن الحقيقة. نظن أن كل شيء على ما يرام. وفجأة تفتح كوة في البيت الصامد والسعيد، الواقف على أعمدة الحب والاخلاص ليظهر أنه هش أكثر من الهشاشة.
علاقة تبدو مثالية في كل فواصلها. وعندما شاء القدر أن يزيح تلك الغمامة عن حقيقة مستورة يبدأ الانهيار. ونحن المشاهدين مثل الأبطال نمسك حجارة هذه الجدران المتصدعة تنتقل الينا عدوى الرجفان ومغبة السقوط وكيف ستنقلب السعادة إلى كذبة مدوية أتقنها خائن.
سلافة معمار تمسك البداية بخيوط براقة
أسيل هي الممسكة بالبداية، تحركها سلافة معمار وهي بدورها تحركنا جميعاً. تعيش غدرها وارتباكها ولديها القدرة أن تخترق الشاشة وتشدنا نحو اضطرابها.
بداية ممسوكة بيد محترفة قادرة أن تشل الحركة وتصعقها وتعيد تشكيلها. أسيل امرأة من حب وأمان واستقرار، ستصحو على واقع كاذب ملفوف بشرائط النفاق. ومعها ستصحو حكايات عديدة. كم من البيوت معلقة فيها ثريات الفرح وفجأة تتحول إلى مشانق للعتمة بدل الضوء.
المسلسل يمشي ونحن نُسقط ما عندنا على المسلسل. هل هناك شعرة سقطت على شال ولم نراها. هل هناك من موعد تمّ ولم ندركه. هل ما نشمه على عنق الحبيب عطره أو عطر خيانته. نتأخى مع الأدوار لتصبح الأدوار لنا. عمل يكشف ما وراء الحب والارتباط من غش يحتاج إلى خبير حتى يحك لمعانه ونعرف الجواهر من "التنك".
حكاية مشغولة بحذافيرها وجزئياتها وتفاصيلها لحد نصبح شركاء في التمثيل. هذا وما زلنا في البداية. ربما بعد ذلك تتضح الأدوار وتصبح قصة خاصة يتماثل معها البعض ويتعلم منها الاخر أو يتفرج على مجريات الخيانة وهو جالس في كرسي الفرجة.
الصخب الموجود في "الخائن" صخب حسي ينقر على العصب يوتره يفجره. يعطيه جرعة من جنون ويخرجه عن طوره وتصبح الحكاية الوردية كالحة بسوادها. يبدو أن الخيانة دوماً تؤخذ بجرعات ضعيفة وممزوجة بالعسل والمواربة، وما أن تتضح تصبح مدوية.
الخيانة قادرة أن تنسف كل شيء وتغييب كل شيء. الضّمة التي كانت تعبير حب وتماهي ما هي إلا كذبة كبيرة تخفي خلفها سر الخائن، الشكر والامتنان ما هي إلا مفردات معسولة تُسمك غطاء الكذب.
يعود الزوج إلى بيته في ليل ماطر مبلل بالتعب مرهق بالسفر يضم زوجته يغطي عنقها يفرك أكتافها الموجوعة ليتضح أنه قادم مع خيانته التي لونها أشقر وسيلف بها عنق زوجته الذي يدعي أنه يخاف عليها. فما هو شعورها وهي تفك لغز هذه التصرفات بعد أن مسكت طرف خيانته.
عمل شيق يدخل في أغوار العلاقات والصداقات. ويفتح كل أغوار النفس وحكاياتها. بدايته تصور ما في داخل النفوس ونحن نشاهد أثرها أمامنا مدهوشين بتلك الأغوار التي تتخبط أكثر بكثير مما هي الأحداث في الخارج. تبدع سلافة معمار في إظهار أعماقها وتقشير قلقها ونظراتها وحزنها وحولها العالم يجري برتابة.
بداية محفزة
بداية مسلسل يشد الانتباه. يعالج الخيانة وما حولها من بيوت عامرة وأبناء ينعمون بالاستقرار وصداقات تصبح موقع شُبهة وأعمال ومهن قد تصبح في مهب الريح. الاتزان ينكسر ويصبح السقوط مؤكد. فهل ستسقط أسيل؟ وأن سقطت يبقى أن سلافة معمار نجحت وأبدعت منذ إطلالتها الأولى. وتبشرنا بعمل ممسوك مع أبطال مميزين سيكون لنا وقفات معهم عندما تجري الحكاية الأكثر.
قصة الخائن
مسلسل قدم بنسخ عديدة منها التركية والأميركية والكورية تدور أحداث النسخة العربية من الخائن بين الخيانة والكره والغدر والانتقام، من سيكون الضحية؟ ويحكي قصة طبيبة تعيش حياة سعيدة مع زوجها وابنهما لكن حياتها تنقلب رأساً على عقب بعد معرفتها أن زوجها يعيش علاقة غرامية مع شابة جميلة منذ عامين.
أبطال النسخة العربية من مسلسل الخائن
يشارك في بطولته: سلافة معمار، قيس الشيخ نجيب، ريتا حرب، نور علي، مرام علي، خالد شباط، جينا أبو زيد، رولا بقسماطي، جلال شموط، إيلي متري، وتاتيانا مرعب.