TRENDING
أغنية عراقية تُرجمت للغات عدة فتحوّلت الى كتاب..فما قصتها؟

عندما غنى الفنان العراقي الراحل، صلاح عبدالغفور، أغنيته "شلونك عيني" في بداية تسعينيات القرن الماضي، كان حينها مطرباً معروفاً في بلاده، قبل أن تأخذه تلك الأغنية لمدى أبعد في الزمان والمكان.

فبعد 35 عاماً على تقديم تلك الأغنية أول مرة، بات لـ"شلونك عيني"، نسخ تركية، وترجمات للغات أخرى، بينها نسخة باللغة الآشورية، لتبدو كما لو كانت كتاباً عابراً للحدود، والثقافات، والتاريخ.

وحتى بعد مرور 12 عاماً على وفاة مغنيها، لا يقتصر حضورها على منصات الاستماع والمشاهدة الإلكترونية، لابل تحضر بشكل مستمر بأصوات الكثير من الفنانين والفنانات العرب في حفلاتهم العامة والخاصة.

وحظي جمهور إحدى الحفلات في البصرة بالعراق، قبل نحو أسبوع، بفرصة فريدة، فقد استمعوا لها بصوت ملحنها، الفنان نجاح عبدالغفور، شقيق الفنان الراحل الذي يحمل الكثير من ملامح أخيه، ويثير شجون الجمهور بشكله ذاك وصوته الجميل.

أصدر صلاح عبدالغفور أغنية "شلونك عيني" في بداية التسعينيات، لتسرق الأضواء سريعاً من مواويله وأغانيه الشهيرة الأخرى، وتصبح المفضلة للجمهور في الحفلات الغنائية، بجانب تصدرها مبيعات أشرطة الكاسيت حينها.


وسرعان ما وصلت الأغنية، رغم صعوبة الانتشار في تلك الحقبة، إلى سوريا وتركيا، حيث تتشارك البلدان الثلاثة الحدود، والثقافات المتقاربة والمتشابهة للعرب، والكرد، والترك، والسريان، والأرمن.

وانتهى رواج أشرطة الكاسيت لأغنية "شلونك عيني" بإتقان الكثير من الفنانين في العالم العربي لأدائها بشكل يرضي جمهور الحفلات الخاصة والعامة على حد سواء، لاسيما الشريحة الأكبر التي يصعب عليها الوصول لحفلة مباشرة لصلاح عبدالغفور.

ووجد نجم الغناء التركي، إبراهيم تاتليسيس، حلاً لكلمات الأغنية العربية، بأن استبدلها بأخرى تركية تلقى تفاعلاً من جمهوره التركي الكبير، مع المحافظة على موضوعها الذي يدور حول جمال عيون الحبيبة، وبالطبع غناها باللحن ذاته.

ودفعت تلك الشعبية للأغنية، مطربها لتقديم مقاطع منها بلغات أخرى دمجها مع الأغنية العربية، وبينها الكردية التي ينتمي إليها صلاح عبدالغفور، والآشورية، والتركمانية، وهي جميعها لغات مستخدمة في شمال العراق، وشمال شرق سوريا، وجنوب تركيا.

وزادت تلك الترجمات للأغنية، والتي بدت أشبه بكتاب، من شهرتها، لتظل مطلوبة طوال سنوات، في العراق والكثير من الدول العربية التي يمتلك فيها الغناء العراقي شعبية كبيرة أسس لها نجوم، مثل: ناظم الغزالي، وياس خضر، وقائمة طويلة من المغنيين الكبار.

ورغم تغير أنماط الغناء كثيراً، منذ 35 عاماً حتى الآن، وظهور أذواق جديدة للجمهور، لا يزال لأغنية "شلونك عيني" التي كتب كلماتها الشاعر الراحل فلاح عسكر، مكانة في نفوس جمهور كبير، وإن كان جيل الشباب المعاصر قليلاً بينه.

وتوفي صلاح عبدالغفور، العام 2013، بحادث سير عن عمر 60 عاماً، ما شكل صدمة كبيرة لمحبين كثر لذلك الفنان الذي استطاع النجاح بجانب نجوم كبار، مثل: كاظم الساهر وسعدون جابر، وكانت "شلونك عيني" أشهر أغانيه على الإطلاق.

يقرأون الآن