يقدّم فيلم "Sergio" (2020) على نتفليكس دراما إنسانية سياسية مستندة إلى أحداث واقعية عاشها الدبلوماسي البرازيلي سيرجيو فييرا دي ميلو، أحد أبرز وجوه الأمم المتحدة، الذي قضى أكثر من ثلاثة عقود في خدمة القضايا الإنسانية والسياسية حول العالم.
خلفية القصة
بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، عُيّن سيرجيو ممثلًا خاصًا للأمين العام للأمم المتحدة في العراق. عمل على تقليص نفوذ الاحتلال الأميركي وتعزيز دور الأمم المتحدة في البلاد. لكن مهمته انتهت بمأساة حين استُهدف مقر المنظمة الدولية في بغداد بتفجير انتحاري أدى إلى مقتله مع 21 آخرين، في واحدة من أكثر الهجمات دموية ضد المؤسسات الدولية.
الحبكة الدرامية
يركز الفيلم على اللحظات الأخيرة في حياة الدبلوماسي بعد وقوع الانفجار، حيث يجد نفسه محاصرًا تحت الأنقاض في صراع مع الوقت من أجل البقاء. إلى جانب الجانب السياسي، يعرض العمل تفاصيل من حياته الشخصية، خاصة علاقته مع زميلته كارولينا لاريرا، ما يضيف بعدًا إنسانيًا إلى القصة.
البطولة والإنتاج
الفيلم من بطولة فاغنر مورا في دور سيرجيو، وآنا دي أرماس في دور كارولينا، إلى جانب غاريت ديلاهانت وبرادلي ويتفورد. أخرجه غريغ باركر، وصُوِّر بين تايلاند والأردن والبرازيل لإعادة تجسيد أجواء بغداد وما عاشه سيرجيو من أزمات.
التقييمات وردود الفعل
رغم قوة القصة الإنسانية والسياسية، جاءت آراء النقاد متباينة. حصل الفيلم على تقييم متواضع عبر موقع Rotten Tomatoes بحوالي 45%، فيما أثنت بعض المراجعات على أداء الممثلين وتأثير القصة، بينما انتقدت أخرى بطء الإيقاع وضعف الترابط الدرامي.
"سيرجيو" ليس مجرد فيلم عن العراق أو الأمم المتحدة، بل حكاية عن شجاعة دبلوماسي اختار الاستقلالية والإنسانية في مواجهة نفوذ القوى العظمى. إنه عمل يمزج بين الدراما السياسية والبعد الإنساني، ويعيد إلى الواجهة سيرة شخصية استثنائية انتهت حياتها بمأساة تركت أثرًا في تاريخ العمل الأممي.