في موقف وصف بالمريب، قررت شبكة “إيه آر دي” (ARD) الألمانية الامتناع عن عرض فيلم "واجب" (2017) للمخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر، الذي كان مقرراً يوم الأحد المقبل.
و أشار منتج الفيلم تريتوس كراينبورغ إلى غرابة الموقف وبأنه نوع من الرقابة، إذ لفت إلى “أنهم منعوا عرض هذا الفيلم بينما استمروا بعرض فيلم Winter Journey الذي يقدّم رؤية الجانب الآخر (أي الكيان)، فالفيلمان كانا قد اختيرا سابقاً للعرض جنباً إلى جنب لتقديم وجهة نظر وحال كل طرف.
قصة فيلم "واجب"
تستند المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر إلى طقس اجتماعي قديم في الناصرة لتنطلق في فيلمها (واجب) في رحلة قصيرة يقوم بها أب وابنه داخل سيارة تجوب شوارع وبيوت المدينة تمتلئ بالضحك والغضب والسياسة والألم والرومانسية.
تبدأ الأحداث من عند شادي الذي يعود في رحلة قصيرة إلى مدينته الناصرة قبل عطلة عيد الميلاد لمساعدة والده في الإعداد لزفاف شقيقته أمل وتوزيع بطاقات الدعوة وهو طقس يعتز به أهالي الناصرة.
ورغم أن الأحداث تدور كلها في يوم واحد فقد كان كافيا لتفجر منه المخرجة قدرا كبيرا من السخرية من خلال حوارات الأب والابن المنتميان بطبيعة الحال إلى جيلين مختلفين في التفكير وطريقة الحياة.
حوارات الأب والابن لا تخلو من السياسة وحال الفلسطينيين سواء الذين يعيشون في الناصرة أو الذين اختاروا العيش خارج وطنهم ونظرة كل منهما للآخر.
الفيلم بطولة محمد بكري وصالح بكري وماريا زريق ورنا علم الدين ويضم عددا كبيرا من الممثلين الذين يظهرون في لقطات ربما لا تتعدى دقيقتين أو ثلاثة يقومون فيها بأدوار الأقارب والأهل والجيران الذين يتلقون بطاقات دعوة الزفاف.
وكشفت آن ماري جاسر أن فكرة الفيلم مستوحاة من موقف حقيقي حدث مع زوجها.
وقالت "الفكرة بدأت عندما جاءت إلى زوجي مكالمة هاتفية تخبره بقرب زفاف شقيقته وتطلب منه السفر لمساعدة الأهل في توزيع بطاقات الدعوة، حينها طلبت منه الذهاب معه ومرافقته في هذه الرحلة".
وأضافت "قلت له سأجلس بالمقعد الخلفي للسيارة ولن أزعجكم، وبالفعل قضيت خمسة أيام أجوب معهم شوارع الناصرة وما حولها لتوزيع البطاقات، لكن الفيلم لا يحكي قصة أسرة زوجي، فقط استوحيت الفكرة من هذه المصادفة".
لكن رغم الاحتفاء الكبير في الفيلم عند عرضه، فإن شبكة ARD – وهي شبكة مشتركة تضم 10 محطات إذاعية عامة ألمانية – اختارت عدم عرضه، في ظل التضييق الجنوني على كل محتوى فلسطيني في الغرب، خصوصاً في ألمانيا، منذ بدء حرب الكيان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.