قبل أن يتزوّج النجم الكبير أنور وجدي من الفنانة ليلى مراد، كان كثيرًا ما يتلقى مكالمات ومعاكسات هاتفية، شأنه شأن نجوم عصره. لكن أغرب معاكسة، كما روى بنفسه، حدثت بعد زواجهما بأسبوع واحد فقط.
في إحدى الليالي، وبعد أن أسدل الليل ستاره، ذهب أنور إلى فراشه في ساعة متأخرة، وحينما بدأ يغفو، رنّ جرس الهاتف بشكل مفاجئ، فقام مذعورًا ليرد، وقلبه يخفق بشدة، فقد ظنّ أن اتصالًا في هذا الوقت لا يُبشّر إلا بخبر سيّئ.
رفع السماعة فإذا بصوت رجل يسأله بوقاحة:
"أعطني الست ليلى!"
فرد أنور مستغربًا:
"ليلى مَن؟"
فقال الرجل:
"ليلى مراد طبعًا، هيا بسرعة! أنت الخادم أم ماذا؟"
استاء أنور من النبرة، فردّ قائلاً:
"لا، أنا أنور وجدي."
وأغلق الخط وعاد إلى سريره محاولًا النوم مجددًا.
لكن لم تمر دقيقة حتى رنّ الهاتف مرة أخرى. وحين أجاب، سمع نفس الصوت وقد علا بالغضب والانفعال:
"أنت؟! كيف تجرؤ على الزواج منها من دون علمي؟ ألا تعلم أنني أحبها أكثر منك، وكنت أريد الزواج بها؟!"
فرد أنور بتعجّب وسخرية:
"وما الذي منعك إذًا؟"
فقال المتصل:
"كنت لا أزال أوفر ثمن المهر! هيا، نادِها فورًا!"
أجابه أنور وقد ضاق صدره:
"هي نائمة ومتعبة، ولن أوقظها."
اشتد غضب الرجل وقال بثقة:
"اذهب وقل لها من أنا، وستقوم مسرعة! إنها تحبني أكثر منك!"
بدأ صوت الرجل يختنق بالبكاء والنحيب، فحاول أنور أن يُنهي المكالمة بلطف، وقال:
"حسنًا يا سيدي، كن لطيفًا واقطع الاتصال."
لكن الرجل ردّ عليه متحديًا:
"كن أنت اللطيف وأيقظها لترى من ستختار، أنا أم أنت!"
فقال أنور بنبرة ساخرة:
"ولمَ لا تأتي بنفسك لترى؟"
وفي اليوم التالي، دق جرس الباب، وفتح أنور ليجد الشاب نفسه واقفًا عند العتبة، قائلاً له بثقة:
"ها قد أتيت، هل استيقظت ليلى؟"
لم يردّ أنور، بل أشار له بالدخول، ثم توجه ليوقظ ليلى ويُطلعها على ما جرى. دخل الشاب إلى الصالون، وجلس بثقة كأنّه ينتظر مشهدًا دراميًا يتوجّه فيه قلب ليلى نحوه، فتختاره وتترك أنور.
وبينما هو غارق في خيالاته، دخل أنور مع ليلى، وما إن وقعت عين الشاب عليها، حتى ركع على ركبتيه وبدأ يسرد عليها مونولوجًا غراميًا حالمًا، قبل أن يقطعه أنور فجأة وينهال عليه بالضرب.
وحين همّ الرجل أن يستغيث بحبيبته المزعومة، وجدها تمسك بالمقشة وتنقضّ عليه هي الأخرى! عندها فقط أدرك المصيبة التي وقع فيها، فاستجمع ما تبقى له من كرامة وفرّ هاربًا وهو يردد في نفسه: "يا فكيك!"