TRENDING
Reviews

من الانطلاقة النارية إلى دراما عبثية: مسلسل ليلى من ينتقم من من؟

من الانطلاقة النارية إلى دراما عبثية: مسلسل ليلى من ينتقم من من؟

لدى انطلاقته في الخريف الماضي، كان مسلسل "ليلى" ( بطولة جيمري بايسال وغونجا فوسلاتيري) واحداً من أقوى الأعمال الدرامية التركية، بقصة مشوقة، أداء لافت، وحبكة مبنية على الخب والانتقام والطفولة القاسية. لكنه، وفي الحلقات الأخيرة، تحوّل إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد أن تاه في تشعبات درامية غير منطقية ومبالغات أفقدته بريقه.


انطلاقة مشوّقة... وبطلة تبحث عن العدالة

ليلى التي تلعب دورها النجمة جيمري بايسال، كانت ضحية قسوة زوجة والدها "نور" (غونجا فوسلاتيري) التي رمتها في مكب للنفايات بعد أن قتلت الوالد بدم بارد. هذه الفرضية القوية وضعت المشاهدين أمام قصة انتقام محكمة البناء، حيث تكبر ليلى بعقدة الغضب، وتعود لتنتقم، فتقابل "جيفان"، حبّها الغامض، وتكتشف أنه ابن المرأة التي دمرت حياتها.


من دراما واقعية إلى حبكة "هزلية"؟

حتى منتصف المسلسل، بدت الحبكة متماسكة. لكن فجأة، انفلتت الأمور من منطق القصة، واتخذت منحى دراميًا معقدًا بدا أشبه بمسلسل آخر كليًا مع مجموعة أحداث غير منطقية منها:

إصابة جيفان بمرض نادر استدعى أن تنجب نور طفلاً من مالي لعلاجه عبر الخلايا الجذعية!

تبين أن "طوفان"، ليس ابن والده، بل نتيجة خيانة والدته خديجة، المرأة التي لعبت دور الزوجة والأم المثالية حولها المسلسل إلى زوجة خائنة.

فاردا، الابنة المطيعة التي كانت تمثل صورة الفتاة التركية المثالية، ظهرت فجأة كلصة وواشية.

ليلى التي سامحت طوفان بعد أن ساعدها في تحقيق العدالة، عادت لتشمت وتنتقم منه بعد أن علمت أنه ليس ابن أبيه.

وفوق كل ذلك، فقدان جيفان لذاكرته وعودته لخطيبته السابقة، ما قلب المسلسل إلى كليشيه مكرر ومادة للسخرية.


من الانتقام إلى التهريج... ما السبب؟

الجمهور الذي تابع المسلسل بشغف في بداياته، بدأ يعبر عن خيبة أمله على مواقع التواصل الاجتماعي. تعليقات رأت أن العمل تحوّل من نص انتقامي محبوك إلى مسرحية عبثية"، تصدّرت المشهد الرقمي.

فهل يعود السبب لضغط عدد الحلقات؟ هل تسعى شركات الإنتاج لإطالة العمل دون مبرر؟ أم أن المسلسل فقد بوصلة كتابته الأساسية في محاولة إرضاء جمهور واسع على حساب المنطق الدرامي؟


تساؤلات حول الدراما التركية

لماذا تنحرف بعض المسلسلات التركية عن حبكتها القوية مع تقدم الحلقات؟ هل تكفي أسماء النجوم والقصص الانتقامية الجذابة لجذب الجمهور في ظل ضعف البناء المنطقي؟ وهل باتت "الدراما المبالغ فيها" وسيلة لخلق ترندات على السوشال ميديا أكثر من كونها أدوات لخدمة القصة؟ أم أن المعضلة كلها سببها أن العمل يصوّر خلال كتابته ما يحتّم على الكتاب اللحاق بمزاج الجمهور؟


بالعودة إلى ليلى، ما بدأ كعمل درامي مشوق يطرح قضية الانتقام من طفولة قاسية، تحوّل إلى فوضى درامية بأحداث غير مترابطة، ولم يعد واضحاً هو: من ينتقم مِن مَن؟ ولماذا؟

يقرأون الآن