توفيت المؤثرة على منصة "تيك توك"، آنا غريس فيلان، Anna Grace Vilan بعد صراع طويل مع سرطان الدماغ، تاركةً وراءها إرثًا من الشجاعة والإلهام.
آنا غريس التي لامست قلوب مئات الآلاف عبر منصة "تيك توك"، رحلت عن عمر ناهز 19 عاماً، بعد صراع ثمانية أشهر مع ورم أرومي دبقي من الدرجة الرابعة، أحد أكثر أنواع سرطان الدماغ عدوانية.
من هي آنا غريس فيلان؟
آنا غريس فيلان، مؤثرة أميركية ونجمة على منصة "تيك توك"، ولدت عام 2006 واكتسبت شهرة واسعة بفضل محتواها الإنساني والمؤثر، خصوصًا بعد إعلانها إصابتها بورم في الدماغ. تميزت بشخصيتها الإيجابية وقدرتها على مشاركة تفاصيل معاناتها بشكل صادق وواقعي، ما جعلها محبوبة لدى الملايين حول العالم.
بداية الرحلة المؤلمة مع السرطان
كانت فيلان قد بدأت تعاني في آب من عام 2024 أعراضاً صحية مقلقة شملت تنميلاً في الوجه والساق، ومشاكل في التوازن والرؤية، إضافة إلى اضطرابات في النطق. وفي أيلول/سبتمبر من العام نفسه، تم تشخيص إصابتها بورم سرطاني دماغي خبيث.
كيف واجهت المرض؟
بدلًا من الانعزال أو الاستسلام، قررت آنا أن تُظهر قوةً استثنائية. كانت تنشر فيديوهات بروح مرحة أحيانًا ومؤثرة أحيانًا أخرى، تشرح فيها تفاصيل العلاج، التغييرات الجسدية، وتأثير المرض على حياتها اليومية. استخدمت منصتها لرفع مستوى الوعي بأهمية الدعم النفسي والاجتماعي لمرضى السرطان.
ورغم قسوة المرض، تابعت فيلان مشاركة تجربتها المؤلمة عبر "تيك توك"، بحيث حصدت أكثر من 140 ألف متابع، ووجد كثيرون في منشوراتها مصدر إلهام وأمل.
وفي أحد تسجيلاتها المصوّرة الأخيرة بتاريخ 14 مايو/أيار، كشفت أن الورم بات غير قابل للاستئصال وأنه يؤثر على قدرتها على التنفس، لكنها بقيت متشبثة بإيمانها وابتسامتها.
تفاعل المتابعين والمجتمع
تحوّلت آنا إلى أيقونة على وسائل التواصل الاجتماعي. حصدت فيديوهاتها ملايين المشاهدات، وتلقت رسائل دعم من كافة أنحاء العالم. تابعها أكثر من مليون شخص، كثير منهم مرضى أو ناجين من السرطان، اعتبروها مصدرًا للقوة والإلهام. وحتى في أصعب لحظاتها، لم تتوقف عن تقديم الأمل للآخرين.
وقد أطلقت عائلتها حملة تمويل جماعي عبر منصة "GoFundMe" لجمع التبرعات من أجل تغطية نفقات العلاج والرعاية، وتجاوزت قيمة التبرعات 65 ألف دولار أميركي.
لحظة الوداع الأخيرة
أعلنت عائلتها عبر منشور مؤثر وفاة آنا بعد صراع طويل وشجاع مع المرض. قالت والدتها إن آنا "غادرت بسلام وهي محاطة بحب أسرتها". انهالت التعليقات من جمهورها الذي لم يصدق أن "الفتاة المشرقة" قد رحلت، وامتلأت منصاتها برسائل الرثاء والامتنان لما قدمته خلال حياتها القصيرة.
من المقرر أن يُقام قدّاس جنائزي لراحة نفسها الخميس 29 أيار / مايو الجاري في مقاطعة جاكسون.
إرث آنا: أكثر من مجرد مؤثرة
رغم عمرها الصغير، تركت آنا بصمة لا تُنسى. لقد علّمت الملايين معنى الصبر، وقيمة التفاؤل، وقوة المشاركة الصادقة. رسائلها وفيديوهاتها ستبقى مصدرًا يلجأ إليه كل من يشعر بالضعف أو الحزن. آنا لم تكن مجرد مؤثرة، بل كانت صوتًا حقيقيًا لكل من يمر بتجربة مشابهة.