TRENDING
كلاسيكيات

في ذكرى ميلاده.. حكاية يونس شلبي: من نجم الكوميديا إلى رجل عاش لأمه وقتله رحيلها

في ذكرى ميلاده.. حكاية يونس شلبي: من نجم الكوميديا إلى رجل عاش لأمه وقتله رحيلها

في مثل هذا اليوم 31 أيار/مايو، وُلد النجم الكوميدي الراحل يونس شلبي بمدينة المنصورة عام 1941، ليبدأ رحلته في الحياة كـ"الابن الوحيد" لأسرة مكوّنة من أب تاجر قطن شهير وفتاتين. ورغم بدايته في كنف عائلة ميسورة، فإن الحياة سرعان ما بدّلت حالها، فخسر والده تجارته وأثقلته الديون، حتى أنهكه الحزن وقضى عليه، ليجد يونس، الطفل صاحب الثلاث سنوات، نفسه يتيم الأب في عمر مبكر جدًا.

أم عظيمة.. كانت له الأب والسند

بعد رحيل الزوج، قررت والدة يونس أن تكون هي الأب والأم معًا. نجحت في تزويج ابنتيها، وكرّست حياتها لابنها الوحيد. لم تفكر في الزواج رغم صغر سنها وجمالها، بل عاشت فقط من أجل "يونس".

وكان يونس شلبي مدركًا لحجم تضحياتها، حتى أن التفكير في الزواج بالنسبة له لم يكن أمرًا شخصيًا بقدر ما كان مشروطًا بقبول العروس لأمه. ولعل هذا السبب كان وراء تأخره في الارتباط، لأنه أراد دائمًا رد الجميل لأمه بطريقته.

بين الدراسة والعمل.. يونس يساند والدته من الصغر

أثناء دراسته في كلية التجارة بالقاهرة، لم يكن يونس ينتظر الإجازة كي يستجم كما يفعل كثيرون، بل كان يترقبها لأنه كان يعمل خلالها في قسم الحسابات بمستشفى "أبوالريش". كان هذا العمل يوفر له دخلًا بسيطًا يُعينه على ألا يطلب من والدته شيئًا، بل يساعدها بما يستطيع، مواصلًا مشواره في الاعتماد على نفسه.


مأساة الفقد.. حين رحلت الأم، توقف الزمن

وفاة والدته كانت نقطة تحول مأساوية في حياته، فقد صرخ يومها قائلاً: "شراييني ماتت معاكي يا أمي"، وكأن قلبه توقف معها بالفعل. بعدها دخل في سلسلة من المتاعب الصحية، تعرّض لجلطات في القلب والمخ، وخضع لعمليتين قلب مفتوح، ثم أُصيب بشلل نصفي، أنفق خلاله كل أمواله على العلاج.


عزلة ونهاية حزينة

في هذه المرحلة، ابتعد عن التمثيل، ولم تُعرض عليه أعمال جديدة. لم يكن قادرًا على الوقوف أمام الكاميرا، فاختار العزلة في منزله. وعندما أُجري معه حوار تلفزيوني وسُئل إن كان يشعر بالخذلان من زملائه، لم يشكُ، بل بكى وقال بتواضع:

"سعيد صالح وحسن مصطفى بيسألوا عني دايمًا، وأنا مش زعلان من حد، أكيد عندهم شغل، وإحنا في زمن صعب وكل واحد عنده مسؤوليات."

ما تركه بعد رحيله

رحل يونس شلبي عام 2007 تاركًا خلفه ستة أبناء يعيشون على معاش متواضع من نقابة المهن التمثيلية بقيمة 600 جنيه، ومعاش من وزارة الثقافة قدره 1700 جنيه شهريًا، لا يتناسب إطلاقًا مع حجم ما قدّمه هذا الفنان العظيم في مشواره الفني، والذي لا تزال شخصياته محفورة في ذاكرة المصريين والعرب، وعلى رأسها شخصية "منصور" الشهيرة في مدرسة المشاغبين.

يقرأون الآن