في يومٍ مشحون بالتوتر الإقليمي، ومع اندلاع شرارة الحرب بين إيران وإسرائيل، اختار الفنان فضل شاكر توقيتًا مثيرًا للجدل ليُطلق أغنيته الجديدة "الحب وبس" عبر قناته الرسمية على يوتيوب وكافة المنصات الرقمية، وهو إعلان أثار تساؤلات واسعة حول جدوى وتوقيت هذا الإصدار.
توقيت لا يراعي اللحظة
بينما كانت الأنظار مشدودة إلى المشهد السياسي والأمني المتفجر في المنطقة، فاجأ فضل شاكر جمهوره بإعلان فني بعيد كليًا عن الواقع. لم يكن الجمهور اللبناني أو العربي مهيئًا لاستقبال أغنية عاطفية في وقت تتداول فيه الأخبار عن احتمال اندلاع حرب شاملة، وسط حالة قلق عام وارتباك على كل المستويات. هذا التوقيت اعتُبره البعض غير حساس ولا يُراعي نبض الشارع، خاصة من فنان له تاريخ طويل وتأثير واسع.
أغنيات تُطلق تباعًا.. ولكن من يخطط؟
"الحب وبس" ليست الأغنية الأولى التي يُطلقها فضل شاكر هذا العام، إذ باتت الإصدارات تأتي تباعًا، دون أي استراتيجية واضحة للترويج أو توقيت الطرح. هذه الوتيرة تطرح تساؤلات: من يدير فعليًا أعمال فضل شاكر؟ وهل هناك خطة فنية مدروسة أم أن المسألة مجرد محاولات مستمرة للعودة من الظل؟
فضل شاكر... من المخبأ إلى الواجهة
المثير في الأمر أن الفنان لا يزال متواريًا عن الأنظار، ويُقال إنه يُسجل أعماله من داخل مخيم عين الحلوة، حيث يتحصّن منذ سنوات، بعد صدور حكم قضائي غيابي بحقه من المحكمة العسكرية اللبنانية.
هذا الواقع يُضفي مزيدًا من الغموض على حضوره الفني المستمر، ويطرح إشكالية: هل يمكن لفنانٍ يعيش في العزلة القسرية أن يُواكب صناعة الموسيقى المعاصرة بخطط حقيقية؟
إطلاق الأغاني لا يصنع حضورًا
ورغم أن الأغنية من الناحية الموسيقية تحمل توقيعًا عاطفيًا معتادًا من شاكر، إلا أن تجاهل السياق الإقليمي والإنساني قد يُفقده ما تبقى من تعاطف فني، خصوصًا أن الجمهور بات أكثر وعيًا تجاه توقيت الأعمال وأبعادها. فالفن لا ينفصل عن الواقع، وطرح أغنية رومانسية في لحظة حرب يبدو أقرب إلى الانفصال التام عن المشهد العام.