في لحظة هزّت الوسط الفني الكويتي والخليجي، أعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن القبض على الفنانة شجون الهاجري بتهمة حيازة مواد مخدرة ومؤثرات عقلية بقصد التعاطي. لكن الصدمة الأكبر لم تكن في التهمة، بل في الصورة التي تم نشرها للفنانة وهي جالسة على الأرض، مكبّلة اليدين، بملامح منكسرة ووجه مكشوف.
الصورة التي تناقلها الرأي العام بسرعة، أظهرت شجون داخل غرفة تحقيق، بلباس منزلي بسيط، وخلفها شعار “الأمن الجنائي”، فيما وُضعت أمامها المواد المضبوطة. هذه اللقطة العنيفة بصرياً فجّرت عاصفة من الغضب والتعاطف في آنٍ معاً. فالكثيرون تساءلوا: لماذا لم يتم تمويه وجهها؟ ولماذا تُعامل كمجرمة خطيرة في حين يُخفى وجه المروجين والقتلة؟
صورة لم تُظهر الجريمة، بل الوجع
رأى البعض أن ما نشرته الداخلية لم يكن صورة توقيف، بل مشهد تشهير متعمد، كشف هشاشة فنانة عانت منذ صغرها، لا لتواجه القانون فقط، بل لتواجه مجتمعاً لا يرحم. فمهما كانت التهمة، فإن كرامة الإنسان لا يُفترض أن تُنتزع بهذه الطريقة، خاصة في حال لم يصدر حكم قضائي بعد.
شجون الهاجري... القصة التي بدأت قبل المخدرات
الذين تابعوا شجون عن قرب يعرفون أنها لم تكن يومًا مجرد فنانة عادية، بل فتاة واجهت قسوة الحياة باكراً. في لحظة مؤثرة من حياتها، ظهرت على "إنستغرام" لتبكي وتكشف للجمهور أنها "لقيطة"، وتعلمت في عمر 13 أن والديها ليسا والديها البيولوجيين، بل تبنّياها.
قالت حينها:
"ما حزنت، الله عوّضني فيهم خير، بس أحياناً أحس بضيق ما ألقى أحد أفضفض له إلا جمهوري..."
ورغم هذا الماضي الموجع، حاولت أن تبني لنفسها حياة. لكنها كانت دائمًا تعيش بين الضوء والخذلان. انفصلت عن خطيبها، أُلغيت أعمالها الفنية، وفقدت توازنها النفسي، حتى جاء هذا العام ليكون الأسوأ على الإطلاق.
القضية اليوم لم تعد فقط حول مواد مخدرة، بل عن فنانة تُركت تنكسر على الملأ دون رحمة، في وقتٍ كان من الممكن أن تُعالج قضيتها بإنسانية، لا بعدسات التشهير.