في زمنٍ أصبحت فيه مواقع التواصل ساحة مفتوحة للتنمّر لا الرحمة، تعرّضت الفنانة كارول سماحة لحملة جارحة بعد نشرها صورة برفقة ابنتها "تالا" من داخل مدينة ديزني لاند، حيث وصفتها بـ"حب حياتها". الصورة، التي حملت في طيّاتها لمسة من الدفء والأمومة، تحوّلت في نظر البعض إلى "دليل على نسيان" كارول لزوجها الراحل الذي رحل عن الدنيا منذ أقل من شهرين.
لكن هل يُعقل أن نُحاسب أمًّا اختارت أن تزرع ضحكة في قلب طفلتها اليتيمة؟
وهل أصبحت محاولات النهوض من الحزن جريمة يُعاقَب عليها في عيون "حُرّاس الحداد"؟
كارول، اليوم، ليست فقط فنانة مشهورة، بل أرملة مكلومة وأم لطفلة فقدت والدها وهي في العاشرة. لو اختارت العزلة، لقالوا إنها تهرب من مسؤولياتها. ولو نشرت صورة حزينة، لاعتبروها تستعرض مأساتها. والآن، حين اختارت أن تمنح ابنتها لحظة سعادة في عالم الطفولة، لم تسلم أيضًا.
الذين ينتقدونها تناسوا أن الحزن لا يُقاس بالصور، ولا يُصنَّف على شكل "ستوري" أو منشور. الحزن الحقيقي تعيشه كارول بصمت، بين جدران قلبها، لا شاشات هواتفكم.
إن ما فعلته كارول لا يحتاج إلى تبرير، بل إلى تصفيق. ففي خضم ألمها، لم تنس أن طفلتها تستحق أن تبتسم، أن تعيش، أن تشعر بأن الحياة لم تنتهِ مع فقدان الأب. وديزني، في هذه اللحظة، لم تكن مكانًا للفرح الساذج، بل محطة شفاء لأم وطفلة تُحاولان أن تلتقطا أنفاسهما بعد الفقد.
أولئك الذين سمحوا لأنفسهم بإطلاق الأحكام القاسية، عليهم أن يتذكّروا: ليس من حقكم احتكار الحزن، ولا فرض شكله. فهناك فرق كبير بين "نسيان" و"الاستمرار"، وبين "الخيانة" و"النجاة".
وكارول... تنجو، وتحمي ابنتها. وهذا يكفي.