نشأة وداد حمدي: بداية من كفر الشيخ إلى المحلة الكبرى
في الثالث من تموز/يوليو عام 1924، وُلدت وداد، الابنة الخامسة للحاج محمد عيسى في مدينة كفر الشيخ. نشأت في أسرة متواضعة وانتقلت مع عائلتها إلى المحلة الكبرى بسبب عمل والدها في مجال الغزل والنسيج. منذ صغرها، أظهرت خفة دم وشقاوة جعلتاها محبوبة لدى الجميع، وبدأت تُظهر موهبتها في تقليد المطربين، مما جعل حلم الفن ينمو بداخلها.
رحلتها إلى القاهرة وبداية المشوار الفني
مع مرور السنوات، قررت وداد أن تلاحق حلمها، فانتقلت إلى القاهرة لتعيش مع عمها في حي السيدة زينب. هناك بدأت تتعلق بعالم الغناء والسينما، وكان انطلاقتها الحقيقية عام 1944 من خلال فيلمها الأول "ابنتي". تتابعت النجاحات، وفي عام 1951 وحده شاركت في 11 فيلمًا، لتصبح من أشهر نجمات السينما المصرية.
الحياة الشخصية: بين الحرمان من الحب والإشاعات
رغم شهرتها الفنية، لم تكن الحياة الشخصية لوداد حمدي سهلة؛ فقد فشلت في تجربتين زواج، وأعلنت لاحقًا أنها حرمت من الحب، معتبرة أن حبها الحقيقي هو لعائلتها. كما لاحقتها إشاعات عن ارتباطها بفنانين مثل صلاح قابيل ومحمد الموجي، لكنها نفت كل هذه الأخبار.
وداد الإنسانة: قلب كبير ومسؤوليات مرهقة
لم تكن النجومية حاجزًا أمام إحساسها بالمسؤولية، فقد كانت تعيل أسرة كبيرة وتتحمل عبء رعاية شقيقتها المريضة. ومع ذلك، استمرت في العطاء والدعم لكل من حولها، حتى وصفها الكثيرون بأنها من أطيب الشخصيات التي عرفتها السينما المصرية.
نهاية مأساوية في آذار/مارس 1994
في 26 آذار/مارس 1994، انتهت حياة وداد حمدي بطريقة مأساوية، على يد الريجسير متى باسيليوس الذي قتلها بـ35 طعنة داخل شقتها. دافع الجريمة كان السرقة، إذ لم يجد سوى 250 جنيهًا بعد ارتكاب جريمته البشعة.
وداد حمدي: إرث فني لا يُنسى
رحيل وداد شكل صدمة كبيرة لمحبيها ولكل من عرفها، نظرًا لما كانت تمثله من طيبة وموهبة نادرة. ورغم النهاية المأساوية، بقيت أعمالها شاهدة على عصر ذهبي في تاريخ السينما المصرية، ومصدرًا للذكريات الجميلة التي لا تُنسى.