"الخائن" عمل درامي ناجح بكل مواصفاته. يشد المشاهد في رحلة أبطاله وأدائهم المميز.
يسجل مكانة ويحتلُ المرتبةَ الأولى على منصّة "شاهد" في لبنان والعديد من الدّول العربيّة، رغم أنّ المسلسل مُعرّب وقد قُدّم منهُ نحو عشرين نسخة حولَ العالم أبرزها النّسخة التركيّة عام 2020. لكنه استطاع أن يحقق نجاحاً استثنائياً.
هذا النجاح الملفت الذي يجب ألا تشوبه شائبة. لكن بين أجواء التعريب والتصوير في تركيا واعتماد خلطة ممثلين سوريين ولبنانيين أوقعته في المحظور.
الأم لبنانية (ريتا حرب) والأب سوري (جلال شموط) والولدان اللذان ولدا في لبنان يتحدّثان خلافاً للمنطق اللهجة السورية. علماً أنّ الأم عادة ما يكون لها التأثير الأكبر على الأولاد ليأخذوا بلسانها ولهجتها. لكن التركيبة لم تنجح في "الخائن" ولم موفقة أو مقنعة.
هذا ولم نأت على ذكر أن الإبنة "تيا" والأم "نورا" تقريباً من نفس الجيل. ولا يوجد ذاك الفارق المحمس أو البديهي الذي يجب أن يكون بين عمر الأم وابنتها.
ولا تقف القصة عند هذا الحد. فالمشاهد قد يُقطّع هذه السقطات ويعتاد عليها. لكن أن يتكلم رجل أمن لبناني باللهجة السورية فهذه مسألة تدل على إخفاق كبير يدعو إلى السخرية المضحكة التي لا تلائم عمل كل مكوناته ناجحة.
مثل هذه الأغلاط نجدها بوفرة في الكثير من الاعمال المعربة والمشتركة علماً تفاديها لا يحتاج الكثير من الجهد. سوى وضع الشخصية المناسبة في المكان المناسب.
فمثل هذا الاستسهال يترك بصمة نافرة في عمل كل فيه ناجح.