TRENDING
كلاسيكيات

أمينة نور الدين.. الطفلة المخطوفة التي قهرت الألم وصعدت إلى سماء الفن

أمينة نور الدين.. الطفلة المخطوفة التي قهرت الألم وصعدت إلى سماء الفن

في 14 تموز/يوليو عام 1910، ولدت أمينة نور الدين في مدينة الإسكندرية، لأسرة مصرية تنتمي إلى الطبقة المتوسطة، حيث كان والدها يعمل مهندسًا للري. لم تكتمل فرحتها بالحياة، إذ توفي والدها بعد إصابته بالسل وهي لم تُكمل بعد عامها الأول، لتنتقل إلى كنف عمها الطبيب جمال نور الدين، وتبدأ حياتها الجديدة في مدينة دمنهور.


مأساة الطفولة.. بين الفقد والخطف

درست أمينة في مدرسة الفرنسيسكان حتى بلغت التاسعة من عمرها، حين بدأت جدتها معركة لضمها إليها، انتهت بخطفها والسفر بها إلى حلوان، حيث استقرت هناك والتحقت بمدرسة ليسيه، ثم بمدرسة نموذجية لاحقًا. ورغم تقلبات الحياة، برزت موهبتها مبكرًا، وشاركت في الأنشطة المدرسية، خصوصًا الغناء الذي كان شغفها الأول.


الطرد بسبب أغنية!

بينما كانت تدندن "يا جارة الوادي" لعبد الوهاب داخل المدرسة، صادف مرور الناظرة التي اعتبرت الأمر "سوء سلوك"، فقررت طرد أمينة من المدرسة. لكن أسرتها لم تستسلم، وطعنت في القرار، ليأتي التحقيق في صف أمينة التي عادت إلى مقعدها منتصرة، مما منحها ثقة تحولت لاحقًا إلى شقاوة ومقالب مع المدرسات.


أزمة الساقين.. وولادة الحلم

عانت أمينة من تقوس في الساقين، وشعرت أنه العائق الحقيقي في طريقها للاستمتاع بالحياة. طلبت من أسرتها شراء سيارة تخفي عيبها، فقوبل طلبها بالرفض، لتقرر أن "العمل هو الحل". بدأت بالعمل في المفوضية البولندية، ثم تنقلت بين مجلة روز اليوسف والصباح، ثم في مجال رعاية الطفل. لكن تعرضها للمضايقة دفعها للاستقالة والزواج.


الزواج، الطلاق، والجراحة المؤلمة

تزوجت أمينة من طبيب شاب، لكن الخلافات حول الإنجاب أنهت الزواج سريعًا. قررت وقتها الخضوع لجراحة لتصحيح التقوس في ساقيها. خضعت لمرحلتين من الجبس المؤلم، استمرت لعدة أشهر، حتى نجحت العملية، لتقول لاحقًا: "تحولت ساقاي من رقم 8 إلى رقم 7، ومع التجبير الثاني نجحت العملية أخيرًا."


طريق الفن.. من الرفض إلى الانطلاق

توجهت أمينة إلى يوسف وهبي آملة في فرصة تمثيل، لكنه رفضها بحجة أن أهلها "خطيرون". بإصرارها، زوّرت توقيع ولي أمرها، وانضمت إلى مسرحه، وظهرت لأول مرة في "غادة الكاميليا". وبعد 15 يومًا فقط، أعلن وهبي إفلاسه، لتغادر المسرح بلا أجر.

انضمت بعدها إلى الفرقة القومية براتب 10 جنيهات، واستمرت 5 سنوات، قبل أن تخوض تجربة الإذاعة، ثم السينما من خلال فيلم "عمر وجميلة" (1937) الذي لم يحقق نجاحًا. قررت الاعتزال والزواج من جديد، لكنها انفصلت لاحقًا، وشعرت بأن الفن ما زال يناديها.


العودة إلى الضوء.. "مصنع الزوجات"

عادت أمينة إلى الساحة الفنية، لتبدأ مرحلة جديدة في مشوارها من خلال فيلم مصنع الزوجات، الذي كان بوابة انطلاقتها الحقيقية في السينما، لتثبت أن الطفلة التي خُطفت وعانت التشوهات والخذلان قادرة على الوقوف والنجاح رغم كل الظروف.