آمال ماهر صاحبة الصوت المنتظر على الدوام. قدمت ألبوم "حاجة غير" من 10 أغاني مختارة على نار هادئة، ومشغولة بتروي وحرص من يريد أن يكرم نفسه ويكرم الجمهور بعمل فني يفتح قريحة السمع، ويعيد اسم صاحبته إلى الصدارة.
هذا العمل المنوع في أفكاره بين الموسيقى الغربية والشرقية والتوزيع الموسيقي والمواضيع يجد لنفسه نصيباً عند كل صاحب ذائقة وحس.
"حاجة غير" أشبه بعمل تتويجي، فبعد غياب ست سنوات يشكل هذا الألبوم مرحلة تأسيسية وأعادتركن الرسوخ المتجلي بالموهبة والنضج والقيمة والجمال ليعيد لآمال ماهر رونق الحضور المؤثر على الساحة الفنية. وهذا جعل من اسمها "تراند" منذ أسبوع تاريخ صدور الألبوم وحتى اللحظة بالرغم من كثرة الإصدارات الفنية التي ملأت الساحة الفنية مؤخراً.
دورت الحب وغنته بكل وجوهه
السخاء والتأني سمة تحلت بهما ماهر. فخياراتها كانت منوعة لا سيما في مواضيع الحب والعلاقات. فهي غنت الحب الموصوف النقي كما في أغنية " حاجة غير".
ولجأت إلى مواضيع قوية فيها شيء من التكبر والتشوف والشماتة إذا صح التعبير كما في أغنية "عقدة حياته".
لتعود وتغني امتنان الحب والأمل الذي يصنعه والنور الذي يعيده والإقبال على الحياة مع الحبيب كما في اغنية " رقم واحد" .
اما في أغنية "مضمونة "فتغني الخذلان وصدمتها في الحبيب الذي يأخذ كل شيء وكأنها طوع أمره دون جهد أو اهتمام.
ثم تأتي بصرخة تمرد وقوة أنثوية تفجر كل القيود. كما في أغنية "يا جبروتك" الأغنية تحكي قصة امرأة استعادت كرامتها بعزيمة فولاذية، بكلمات جريئة تفضح الظلم وتعلن الاستقلال بصوت عالٍ. هنا تقف “يا جبروتك” شاهدة على لحظة انتصار لا تُنس في قصة حب كانت الأنانية قوامها.
أما في اغنية "لو لينا عمر" فهي صرخة قلب حزين ،تصف رحلة عاطفية مؤلمة تكشف أعماق المعاناة بعد الفراق. الأغنية تروي قصة امرأة تحمل جرح الانفصال، بكلمات صادقة تعكس آلام الوحدة والحنين.
ثم يأتي الاستسلام للحب مع اغنية "إتراضيت" التي تعبر عن رضا وسعادة حقيقية بعد انتظار طويل. الأغنية فيها إحساس بالامتنان والراحة.
وتعود آمال ماهر في أغنية "نسيت اسمي" إلى لحظة صادمة في الحب بعد الفراق مع الإحساس بالغربة وعيش النسيان والخذلان، مع برود المشاعر والغربة وسط أقرب الناس.
ثم تختم بأغنية "ليه سكتوا" صوت العتاب المجروح من الأحبة والأصدقاء الذين يطعنون ولا يقفون وقت الشّدة.
أما الالحان فكانت أكثرها بنغمة غربية مع سيطرة البيانو واللتشيلو والكمان والغيتار وشرقية كما أغنية "خبر عاجل".
أغنية "حاجة غير" ليست الأفضل
لم تكن أغنية "حاجة غير" التي تحمل اسم الألبوم أقوى وأعمق الأغاني لحناً أو كلاماً، فيما لو وضعت بمواجهة اغنية "رقم واحد" أو "لو لينا عمر" أو "مضمونة"، "يا جبروتك" ربما أغنية "حاجة غير" هي الأبسط من كل النواحي.
أغنية "مضمونة" التي صورتها بطريقة الفيديو كليب مع الممثل إيلي متري بأداء معبر وتعابير اثبتت فيها آمال ماهر انها ممثلة من الطراز الرفيع، ويمكن أن تجسد مشاعرها بصمت بالغ، فهذه الاغنية بكل مقوماتها اللحنية والكلمات والتوزيع يمكن أن تحتل الصدارة في العمل. فشعر أحمد المالكي والحان مدين وتوزيع يحيا يوسف اجتمعوا معاً في أغنية مضمون لها العمر والاحساس.
عمل مشغول بتأنٍ وشغف
الخلاصة آمال ماهر قدمت عملاً متألقاً مشغولاً بدقة واحساس وتمعن وتجدد لا سيما في المواضيع والكلمات الجديدة مع الكاتب نادر عبدالله الذي غاص عميقاً في النفس والاحساس وجسد ما يصعب تجسيده في الكثير من الأغاني التي كتب كلماتها ومن ثم أتت الألحان المنوعة والتوزيع المختلف ليكون عملاً يشكل حالة فنية دسمة وحاجة غير.