لا يغيب وائل كفوري لأنه مشغول، ولا يختفي لأنه متردد. الغياب عنده ليس فراغًا بل قرار. لا يظهر ليُذكّر الناس بوجوده، لأن وجوده ثابت لا يتزحزح. غيابه مقصود، محسوب، وهو في حد ذاته حضور. لا يلهث خلف الكاميرات، ولا يستدرج الأسئلة، بل يكتفي بأن يكون صوته هو رسالته الوحيدة.
لا يتحدث... فيصغي الجميع
هو واحد من القلائل الذين لا يجرون خلف الميكروفونات. لا يخرج في تصريحات عاطفية، لا يشرح موقفًا ولا يردّ على شائعة. ومن كثرة ما لا يقول، يتحول كل تفصيلعنه إلى خبر. يتزوج، يطلق، ينجب، يعود ليتزوج، ولا أحد يعرف. حتى أقرب الصحافيين منه لا يملكون إجابة. حياته الخاصة محصنة، لا يسكنها الفضول الإعلامي ولا تسربات "الصحافة الصفراء".
النجم الذي لا يشارك... لكنه يسيطر
لا يتواجد على السوشال ميديا، لا يصنع محتوى، لا يبني جمهورًا عبر "الترند"، لكنه حاضر أكثر من كثيرين لم يغيبوا يومًا. جمهوره لا يحتاج تحديثًا يوميًا ليبقى وفيًّا. لا يبحث عنه لأن صوته يبحث عنهم. الأغنية التي يطلقها من دون تمهيد، تتصدر. الظهور النادر يتحول إلى حدث، والصمت الطويل يتحول إلى هالة.
الجهد الذي لا يُبذل هو سر الهيبة
في عصر أصبح فيه كل فنان مشروع ترويج دائم، وائل كفوري هو الاستثناء. لم يُعرف بمقابلاته، ولا عاش على القصص المفبركة. لم يسعَ ليكون حديث الناس، ومع ذلك بقي نجمهم المفضل. الهيبة التي تحيط به لا تأتي من إنجاز جديد، بل من المسافة التي يفرضها. من كونه "قريبًا لكن لا يُمس"، مألوفًا لكن غامضًا، متاحًا فنياً لكن عصيًّا على التحليل الشخصي.
الحضور بالندرة والنجومية بالاختيار
وائل كفوري لم يترك الناس يتعوّدون عليه. لم يسمح لهم أن يستهلكوه. قلّل الظهور، فكثُر التقدير. احتجب ليُشتاق إليه، وصمت ليتكلم عنه الجميع. هو النجم الذي لم يحارب ليبقى، بل انسحب بخفة ليُصبح أثقل من كل ما يُرى.
هذه ليست صدفة، ولا حيلة. إنها طريقة نادرة في بناء المجد... بالصوت وحده، وبصمت لا يعرف السقوط.