TRENDING
ثوب الأباطرة يُعيد نجوى كرم إلى زمن المجد في قرطاج


وقفت نجوى كرم على ركح مهرجان قرطاج الدولي في تونس كفاتحة قادمة من الزمن الغابر، مغطسة باللون الذهبي، متوهجة كشمس تشرق في ليل قرطاج.


ثوب الأباطرة

ثوب لامع ملتف بقصة كأباطرة الرومان القدماء، صممه المبدع اللبناني العالمي جورج شقرا، وكأن في ذهنه اجتمع التاريخ كله.

قرطاج ذات الروح اللبنانية عندما هجرت اليسار شواطئ صور وبنت مملكتها هناك، أو حين أعاد الرومان بنائها. ومن أليسار الفينيقية ومن تاريخ الرومان عمر جورج شقرا هذا الإشعاع المبهر الذي ارتدته نجوى كرم لتكون صدى فن وحب وفتح جديد من خيوط الشمس.

جاءت نجوى كفاتحة منورة باللون المشع تنشر نغمها وصوتها الجبلي اللبناني وتردده جماهير تونس الذين بادلوها الحب حباً والغناء تجاوباً وانسجاماً.


ثوب التباهي وقصة مجد قديمة أُعيد إحياؤها

هذا الرداء الذهبي لنجوى في قرطاج بعد غياب حوالي عقد من الزمن ليس صدفة، بل هو عودة، انبثاق، وتأكيد على إرث التباهي. هذا اللون وهذا الرداء ليس ثوباً جميلاً وحسب أو قطعة تليق بالمسرح، بل هو ذات معنى، فقصة الثوب وثناياه وذاك المشلح على الكتف هي في صميم الحضارات القديمة التي بنت، وتلك القصة الملوكية لا بد أنها مستقاة من أميرات الزمن وتذكيراً باليسار اللبنانية أول من بنى قرطاج.

"عزك دايم يا قرطاج" هكذا بدأت حفلتها الغنائية، صدحت الفنانة التي تحمل في صوتها زخم الجبال، وفي صورتها تاريخ عابق بالانتصارات. وغازلت جمهورها ورافقها على المسرح عازف طبل يقتنص الإيقاعات من تفاعل الجمهور.


إطلالة ذهبية تغشى لها العيون وصوت ينضح بتلك اللهجة الجبلية اللبنانية وفي عمقه صدى الشرق، والجمهور أمامها ليس مجرد عدد، بل شراكة وجدانية كاملة، إذ رقص وغنّى وصفّق طيلة العرض، واستجاب لكل إيماءة من نجوى، في تجسيد لروابط الثقة والحنين التي خلقت طاقة جماعية ملفتة على ركح قرطاج.