في أول مشاركة لها ضمن فعاليات مهرجان قرطاج الدولي بدورته الـ59، اعتلت الفنانة المصرية مي فاروق المسرح الروماني وسط حضور جماهيري غفير. وما إن استقبلتها التصفيقات الحارة حتى غلبتها دموع الفرح، معبّرة عن امتنانها بالقول:
"عالسلامة، شرف لي أن أقف على مسرح قرطاج العريق وأن يتم اختياري للاحتفاء بأم كلثوم أمام أكبر جمهور سميع في الوطن العربي… هذه الليلة ستكون استثنائية ولن تنسوها أبداً."
تكريم كوكب الشرق
جاءت السهرة احتفاءً بمرور خمسين عامًا على رحيل أم كلثوم، حيث جسدت مي فاروق حضور "الست" بصوتها وأدائها، لتعيد إلى الأذهان هيبتها ورمزيتها. ورغم تركيزها على أعمال كوكب الشرق، قدّمت أغنية واحدة من رصيدها الخاص بعنوان "أفتكرلك إيه" (ألحان عمرو مصطفى وتوزيع نادر حمدي).
باقة من الروائع الخالدة
تألقت مي فاروق في أداء نخبة من أجمل أغاني أم كلثوم، منها: "الحب كله"، "هذه ليلتي"، "على بلد المحبوب"، "الأطلال"، "دارت الأيام"، "سيرة الحب"، و"فات الميعاد".
كما فاجأت الجمهور بأعمال أقل تداولاً مثل "جددت حبك ليه" لرياض السنباطي وأحمد رامي، و*"حلم"* لزكريا أحمد وبيرم التونسي، قبل أن تختتم الحفل بأغنية "ألف ليلة وليلة" التي أشعلت المسرح.
قيادة موسيقية تونسية
قاد الحفل المايسترو محمد لسود مع الفرقة الوطنية للموسيقى في تونس، بمشاركة نخبة من العازفين الذين منحوا الأداء بعداً فنياً راقياً زاد من وهج السهرة.
أداء متقن وجمهور متفاعل
تنقلت مي فاروق بصوتها الدافئ بين المقامات الموسيقية بثقة عالية، لتقدّم أداءً متقناً أسعد الجمهور الذي تفاعل بالغناء والتصفيق والهتاف باسمها، مؤكداً تعلقه بالطرب الأصيل وبإرث أم كلثوم.
استعادة لزمن الكبار
لم يكن الحفل مجرد مناسبة فنية، بل كان استعادة لأجواء الزمن الجميل، حيث نُقل مباشرة عبر القناة الوطنية التونسية والقناة الثانية والفضائية المصرية، بحضور رسمي لافت تقدمه سفير مصر في تونس باسم حسن، ليسترجع المشاهدون ذكريات حفلات أم كلثوم الشهرية التي كانت تجمع العائلات العربية على صوتها.
إطلالة أنيقة ولمسة وفاء
اختارت مي فاروق فستانًا أسود أنيقًا من الساتان، بتسريحة شعر بسيطة ومكياج كلاسيكي يذكّر بإطلالات أم كلثوم. وفي ختام الحفل، أضافت لمسة خاصة بارتدائها العباءة التقليدية التونسية، تقديراً للجمهور الذي أحاطها بالحب والثقة.