بعد أكثر من ثلاث سنوات على الجريمة، طويت قضية الإعلامية المصرية شيماء جمال بتنفيذ حكم الإعدام في زوجها القاضي السابق أيمن حجاج وشريكه حسين الغرابلي، بعد إدانتهما بقتلها عمدًا والتخلص من جثمانها في مزرعة بالبدرشين.
بداية القصة: اختفاء غامض وتحقيقات مثيرة
في يونيو 2022، أبلغ الزوج عن اختفاء شيماء جمال، زاعمًا أنها خرجت لتصفيف شعرها ولم تعد. ومع تصاعد الشكوك، أدلى شريكه في الجريمة بمعلومات دقيقة قادت رجال الأمن إلى العثور على جثتها مدفونة في حفرة بمزرعة مهجورة يوم 28 يونيو.
تفاصيل الجريمة: خلافات وزواج سري
التحقيقات كشفت أن خلافات حادة نشبت بين الزوجين بعد تهديد شيماء بالكشف عن زواجهما رسميًا عبر "فيسبوك"، وهو ما اعتبره تهديدًا لمستقبله وسمعته. ووفق اعترافات الشريك، استدرج أيمن حجاج زوجته إلى المزرعة بحجة التفاهم، ثم باغتها بضربة بمقبض سلاح ناري وخنقها حتى الموت بمساعدة السائق.
أقوال متناقضة ومحاولة تبرير
أمام النيابة، حاول الزوج تبرير جريمته مدعيًا أنه أراد مصالحتها والتفاهم على الطلاق، وأنها هاجمته بسكين، لكنه ارتكب القتل بدافع "الانفعال اللحظي". غير أن التحقيقات أثبتت زيف هذه الرواية، مؤكدة أن المزرعة لم تكن ملكًا له كما ادعى، بل مستأجرة خصيصًا للتنفيذ.
الأدلة القاطعة: بصمات وشهود وأدوات قتل
النيابة أقامت الدليل على المتهمين من خلال شهادة عشرة شهود، بينهم صاحب متجر باعا منه أدوات الحفر والمادة الحارقة، إضافة إلى تقرير الطب الشرعي الذي أكد وفاة المجني عليها خنقًا. كما عُثر على بصمات المتهمين على قطعة القماش المستخدمة في الجريمة، وتطابقت مواقع هواتفهم مع مكان المزرعة.
مرافعة النيابة: كلمة السر "اعمل لنا شاي يا حسين"
خلال جلسات المحاكمة، كشفت النيابة تفاصيل التخطيط للجريمة، مشيرة إلى أن عبارة "اعمل لنا شاي يا حسين" كانت الإشارة السرية لبدء التنفيذ. النيابة طالبت بتوقيع أقصى العقوبة على المتهمين، مؤكدة أن الجريمة نُفذت عن سبق إصرار وترصد.
حكم الإعدام وتأييد الطعن
في 16 أغسطس 2022 أحالت المحكمة أوراق المتهمين إلى المفتي، لتصدر حكم الإعدام بحقهما في 11 سبتمبر. وفي يوليو 2024، رفضت محكمة النقض طعن المحكوم عليهما، وأيّدت الحكم النهائي.
لحظة النهاية: التنفيذ وإعلان العزاء
في أغسطس 2025، تم تنفيذ حكم الإعدام بحق أيمن حجاج وشريكه حسين الغرابلي. وأعلنت أسرة شيماء جمال إقامة عزاء رسمي في مسجد التوحيد والنور بمنطقة إمبابة، لتسدل الستارة أخيرًا على واحدة من أبشع الجرائم التي هزّت الوسط الإعلامي والمجتمع المصري.