مرت أكثر من عشرين عامًا على هذه المقابلة التي سلطت الضوء على جوانب مهمة من حياة دلال كرم مع زياد الرحباني، من الحب والطلاق إلى علاقاتها العائلية والفنية، ورغم مرور الزمن، لا تزال هذه التصريحات تحتفظ بأهميتها.
المقابلة أجراها الكاتب يحيى جابر في مجلة "كوكتيل" وهي من المقابلات النادرة لدلال، وأجريت قبل فحص الحمض النووي الذي بيّن أن عاصي ليس ابن زياد البيولوجي.
حياة مليئة بالتحديات والحب مع زياد الرحباني
أوضحت دلال كرم أن حياتها مع زياد الرحباني كانت مليئة بالمزيج بين الحلو والمر، مؤكدة أنها اكتسبت خبرة لا تُقدر بثمن خلال سنوات الزواج. قالت:
"ارتبطت برجل عبقري في فنه لكنه صعب في التعبير عن المشاعر. عشت معه كل المراحل: أماً، صديقة، حبيبة، وزوجة، وطفلة في آن واحد. عشت الحرب والسلم، الفقر والثراء، وتعلمت من الحزن والألم. كان زياد حنونًا لكنه لم يعرف كيف يحب بشكل طبيعي، وقد أحببته أكثر من نفسي."
كما كشفت أنها خاضت أربع عمليات إجهاض لتجنب إحباطه لأنه لم يكن يريد الإنجاب في تلك الفترة، مما يعكس التضحية الكبيرة التي قدمتها من أجل الزواج.
الطلاق وخيانة الزوج
أما عن سبب الطلاق، فأجابت دلال قائلة:
"الطلاق جاء بعد خيانته مع صديقة مقربة كانت ممثلة في فرقته. رفض زياد اقتراحي بالعيش في بيت واحد بشكل منفصل من أجل مصلحة ابني، وكنت أصر على حماية نفسي وعاصي. رغم حبي له، شعرت أن استمرار العلاقة أصبح مستحيلاً."
وأكدت أن الخيانة كانت صدمة كبيرة لها، لكنها واجهت الواقع بشجاعة، وحافظت على كرامتها وحقوق ابنها في كل خطوة.
تجربة الأبوة والمسؤولية المالية
تحدثت دلال أيضًا عن تعامل زياد مع المال ومسؤوليات الأبوة، وقالت: "لم يكن كريمًا مادياً على نحو متوقع. خلال طفولة عاصي، كان يدفع فقط رسوم المدرسة، بينما تحملت أنا وعائلتي باقي المصاريف. كان الاستديو الذي حوله المنزل إلى عمل فني هو مصدر دخله الأساسي، بينما لم يكن يعترف بأي مسؤوليات أخرى تجاه ابننا."
وأضافت أنها حرصت على تربية عاصي بشكل مستقل، مع متابعة مستمرة لاحتياجاته النفسية والمادية، بينما بقي زياد مراقبًا من بعيد.
تربية ابنها عاصي
أكدت دلال أنها كانت حريصة على أن يكون عاصي ابنًا مستقلاً ومثقفًا، قائلة "كنت أعلّمه الحقيقة عن والده دون أي كذب أو مواربة. حاولت أن يقيم علاقات طبيعية مع عائلته، رغم بعدهم عنه، وحافظت على دعمه النفسي والمادي دائمًا."
علاقتها بفيروز
وحول علاقتها بفيروز، قالت دلال: "العلاقة لم تكن سهلة منذ البداية، حيث لم تظهر لي محبة كبيرة، وكانت أحيانًا تتصرف ببرود أو إحراج. مع عاصي، كان الطفل يزور جدته لكنها لم تظهر اهتمامًا خاصًا، مما جعل العلاقة شكلية أكثر من كونها عاطفية. حافظت على الاحترام والحدود، لكنها لم تتمكن من بناء علاقة ودية حقيقية."
هل ما زالت تحب زياد؟
وعن مشاعرها الحالية تجاه زياد، أجابت دلال "نعم، أحب زياد من نوع مختلف، حب لا يشبه حب الزوج التقليدي. أحتفظ برسائله وملاحظاته ومذكراته الصغيرة. ألتقيه أحيانًا بحسب مواعيده وانشغالاته، لكن لا أفكر بالعودة إليه. يظل اسمه محفورًا في حياتي كجزء أساسي من ماضيي ووالد ابني الوحيد."