TRENDING
طوني عيسى في

رغم أنّ اسمه "سلمى"، غير أنّ المسلسل التركي المعرّب ليس قائماً على شخصية سلمى، التي تؤدّيها ببراعة الممثلة السورية مرام علي فحسب، بل على تضافر جهود ممثلين يقدّمون سيمفونية مذهلة من الأداء المتّقن، منهم الممثل اللبناني طوني عيسى.

بشخصية عادل، يقدّم طوني واحداً من أجمل أدواره، تظّنه في الحلقات الأولى قاسي القلب متبلّد الأحاسيس، تكتشف لاحقاً أنّه عانى من جراح جعلته يختبىء خلف قناع القسوة.


حواراته قليلة لكن عيناه تقولان الكثير، لا يحتاج طوني إلى حوارات مطوّلة ليبرز ما لديه، فما لديه كثير، وعيناه تعبّران عنه ببراعة تفوق الكلمات والجمل المرصوصة.

ثنائيته مع مرام علي مذهلة، تكسر قتامة القصّة القائمة على الأسى، تعطي المسلسل جواً من الدفء والحميمية، وتؤكّد المؤكّد، الإبداع لا يحتاج إلى نصوص وحوارات تتذاكى على المشاهد، بل إلى أداءٍ صادق فحسب.

عانى من قصّة حب قاتلة للمشاعر والثقة، فلجأ إلى الشكوى الصامتة دون ضوضاء، انفعالاته كلها هادئة دون ضجّة، لكنّ تأثيرها أعمق من الضجة المفتعلة التي يخلقها البعض حوله ليقول "أنا هنا"، حضور طوني يسبقه، كاريزما طاغية، مشاهده تُنتظر.


ظلمه لبنان حين حشره الإنتاج في أدوارٍ جانبيّة بعضها لا يليق بموهبته، كان يرفع من قيمتها بأدائه، وأنصفته تركيا حين اختير ليكون من أبطال العمل الرئيسيين.

يحتاج مسلسل "سلمى" إلى بروباغندا ضخمة، تعيد للمشاهد العربي الشغف بالأعمال المعرّبة بعد خيبة الأعمال الأخيرة، ليُنصف الممثلين الذين يقدّمون أدواراً لا تمرّ مرور الكرام، ومنهم طوني الذي يؤكّد المؤكّد أنّ الممثل الموهوب لا يحتاج سوى إلى فرصة حقيقيّة ليحلّق عالياً.