TRENDING
Reviews

مسلسل "سلمى" وقع في فخّ المبالغة.. العلم اللبناني وحده لا يكفي

مسلسل

تخطّى مسلسل "سلمى" الاختبار الأوّل، مثبتًا جدارته بالمتابعة، بأداء نجومه العالي من مرام علي بدور "سلمى" إلى طوني عيسى وتقلا شمعون ونقولا دانييل وستيفاني عطا الله ونانسي خوري، وغيرهم من نجوم العمل الذي قدّموا سيمفونية أداء متجانسة، غير أنّ الإقناع في الأداء لم ينسحب على باقي عناصر المسلسل منها البيئة.

فالمسلسل المقتبس من "أمي" التركي، صوّر كما باقي الأعمال التركية المعرّبة في اسطنبول، مع محاولة الإيحاء أنّه صوّر في لبنان من خلال خلق بيئة مشابهة. نجحت الأعمال التركية إلى حدّ ما في استنساخ البيئة اللبنانية لا سيّما مع تشابه الطبيعة الجغرافية بين لبنان وتركيا، غير أنّ عناصر نافرة في "سلمى" جعلت من استنساخ البيئة الحلقة الأضعف.

فعلى سبيل المثال، في منزل هويدا ونديم (تقلا شمعون ونقولا دانيال) يخلع الضيف حذاءه على الباب كما المسلسلات التركية ويرتدي شبشباً منزلياً تقدّمه له هويدا، وهو تقليد غير موجود في بيروت أصلاً حيث من المفترض أن تدور الأحداث.



كما أن سيّارات التاكسي الصفراء المخططة لا وجود لها في بيروت، إضافةً إلى أنّ الشوارع التي صوّر فيها العمل لا تنتمي بأي حالة إلى الشوارع اللبنانية، وهي ثغرة اجتازتها الأعمال السابقة، إلا "سلمى" ظلّ عصياً على الإقناع.

وكسائر الأعمال المعرّبة حاول صنّاع العمل تعويض الخلل بإغراق مواقع التصوير بالعلم اللبناني فوقعوا في المبالغة، إذ يتصدّر العلم منزل سلمى السورية، في دلالة على أنّ محاولة استنساخ البيئة وقعت في فخ المبالغة وافتقرت إلى الإقناع.

وبعيداً عن هذه الثغرة، يقدّم "سلمى" نفسه كواحدٍ من أهم الأعمال المعرّبة لناحية الأداء وتماسك القصّة، كل العناصر الفنية فيه متكاملة باستثناء عنصر البيئة وهو ما لا يتحمّله بأي حال الممثلون الذي يلعبون أدوارهم بحرفية ترفع لها القبعة.