انتهى مسلسل "سلمى" بحلقة حملت كمًا من المغالطات، جعلت المسلسل الذي تربّع على عرش المسلسلات الأكثر مشاهدة، يتربّع على عرش الأعمال الأكثر إثارة لخيبة الأمل.
فبعد انتظار 90 حلقة، جاء لقاء القمّة بين سلمى (مرام علي) وجلال (نيكولا معوض) ليكلّل مأساة العمل الغارق في دموعه، إذ قُتِل جلال وهو بين يدي زوجته بعد حوارٍ مبتور لم يتمكّن فيه حتى من شرح ملابسات غيابه وعودته.

المغالطة الأولى.. طبيبة لم تتحرّك
مغالطات كثيرة وقعت فيها الحلقة الأخيرة أبرزها مشهد إطلاق النار على جلال، هرع كل الحاضرين في غرفة الجلوس إلى الباب الخارجي على وقع إطلاق النار، إلا الطبيبة وفاء ظلّت في الغرفة تحتضن جولي. ربما لو أسعفته كما كان ينبغي لأي طبيبة أن تتصرّف في وضعٍ كهذا لنجا.
زفاف في وقت الحداد
المغالطة الثانية كانت في توقيت جلوس سلمى على قبر جلال لتزفّ له خبر زفافها من عادل. حدث هذا بعد شهرين فقط من رحيله المأساوي، في وقت كان ينبغي أن تكون تحت تأثير الصدمة، لا تزال تغالب آلامها.
أخبرته أنّ ولديهما وافقا على زواجها. كان المشهد سريالياً. أم تخبر طفلين قتل والدهما أمامهما بعد أسابيع على رحيله أنّها تستعد للزواج.
جريمة قتل لم يُسأل عنها أحد
أما المغالطة الممتدّة من حلقات سابقة، تكمن في أنّ والدة جلال لم يسأل عنها أحد، ظلّ قبرها مفتوحًا، لم يبحث جلال عن مصيرها ولا عمّن قتلها، وانتهت قصّتها وكأنّها لم تكن.
انتهى العمل الغارق بدموعه بسلمى وعادل (طوني عيسى) يسيران بسعادة وهما يحملان شادي وجولي، يسيران والضحكة تعلو وجهيهما، بعد أسابيع قليلة من رحيل جلال، ليشعر المشاهد أنّ هذا الأخير كان بمثابة عائق عندما أزيل انفرجت أسارير الجميع.
موت سريري
"سلمى" مسلسل انطلق بقوّة ثم انحدر إيقاعه، ثم كاد يموت سريريًا، وانتهى بطريقة مبتورة تطرح أكثر من علامة استفهام، كيف كان ثمّة حلقات يملؤها الحشو وفي الحلقة الأخيرة تسارعت الأحداث.
يبقى أن نشيد بأداء الممثلين كلّهم دون استثناء، كانوا رافعة لعمل لولاهم لتهاوى في منتصفه.