TRENDING
حين يصبح الممثل أكبر من الدور… تيم حسن مثالًا

في زمنٍ يكتفي فيه كثير من النجوم بالتصفيق لأنفسهم فوق المنصات، يصرّ تيم حسن على أن يكون مختلفًا. هو ليس الممثل الذي يتعاطى مع الجوائز كأوسمة شخصية وحسب، بل كمنابر يقول من خلالها ما يراه واجبًا تجاه وطنه ومحيطه. لذا، حين صعد إلى المسرح في حفل الموريكس دور لتسلم جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسلسل «تحت سابع أرض»، لم تكن كلماته مجرد شكرٍ تقليدي، بل موقفًا هزّ القاعة وتجاوزها.


كلمة لم تمر مرور الكرام

تيم استهل حديثه بتحية لضحايا العدوان الإسرائيلي على بلدة بنت جبيل، فحوّل المناسبة من احتفاء بفنّه إلى لحظة تضامن مع شعبٍ ينزف. كلمات قليلة لكنها كفيلة بتذكير الجميع أن الفن لا ينفصل عن النضال، وأن ذاكرة الشعوب لا تُمحى.


انتقاد بجرأة وصدق

ثم وجّه سهامه إلى أصحاب المصارف في لبنان، رافعًا صوته بلهجة المواطن المقهور: «بدنا مصارينا يا ولاد الأحبة». لم تكن مجرد عبارة عابرة، بل صرخة تعبّر عن وجع الناس وتختصر الغضب المكبوت في نفوسهم. لحظتها، بدا الفنان السوري «لبنانيًا أكثر من اللبنانيين»، إذ عبّر عن غضب عام لم يجرؤ كثيرون على البوح به على هذا المنبر.


أوسع من حدود الجغرافيا

ولأن تيم حسن لا يحدّه مكان، خصّ الشعب الفلسطيني بتحية، ثم عاد إلى سوريا، وطنه الأم، مؤكدًا تمسكه بوحدتها وتاريخها العريق، متمنيًا أن تبقى دولة واحدة مهما اشتدت التهديدات. هنا برز الفنان الذي يعي أن قوة الكلمة في مثل هذه اللحظات قد تكون مساوية لقوة أي عمل فني.


الفنان الصامت الذي يدوّي صوته عند الحاجة

تيم حسن ليس ممن يكثرون من التصريحات أو الشعارات. بل على العكس، هو صامت في أغلب الأحيان، يترك لفنه أن يتحدث عنه. لكن حين يقرر أن يتكلم، لا تمر كلماته مرور الكرام. فهي محمّلة بوعي وصدق، وتكشف جانبًا من شخصية الفنان الذي يحمل هموم مجتمعه كجزء من هويته.


ما بعد الجائزة

الجائزة بحد ذاتها قد تكون محطة مهنية بارزة، لكن كلمة تيم حسن جعلتها حدثًا أبعد من الفن. لقد أطلّ على جمهوره لا كـ"النجم الوسيم"، بل كإنسان منحاز للحق، للفقراء، وللوحدة في وجه التفكك. وهذا ما يرسخ صورته كفنان لا ينفصل عن واقعه، بل يعي مسؤوليته وسط كل هذا الضجيج.