يعود المخرج الكبير بول توماس أندرسون بفيلم جديد يضيفه إلى قائمة روائعه، فيلم One Battle After Another، الذي يعتبر حتى الآن من أبرز أعمال 2025.
ثورة سياسية وفكرية
يعكس الفيلم رؤية أندرسون الحادة تجاه الوضع السياسي الأمريكي الحالي، من خلال مواجهة مجموعة يسارية متطرفة لليمين العنصري. وقال في لقاء له:
"نظن أننا نتغير لكننا بنفس الوضع منذ الستينيات"، مستلهماً ذلك من رواية فينلاند لتوماس بينشون. الزمن يتغير، لكن البشر يكررون صراعاتهم وأفكارهم.
النصف الأول: الصراع والخيانة
يركز الفيلم في البداية على تطرف الطرفين، وينتهي بخيانة رئيسة العصابة النسوية السوداء، التي تؤديها تيانا تايلور ببراعة كبيرة، مفاجأة تضع الجمهور أمام صدمة قوية.
النصف الثاني: كوميديا، أكشن، وأسرة
تنتقل الحبكة بعد ذلك إلى قصة أب وابنته، مليئة بالأكشن والكوميديا واللقطات السينمائية الرائعة والموسيقى التصويرية المدهشة.
شون بن يقدم أداءً استثنائيًا، يذكّر بأدوار كريستوفر والتز مع تارانتينو، بشخصية عسكرية طموحة ووفية وغبية، يتعرض لمواقف كوميدية هيستيرية رغم مأساوية ظروفه، أداء يستحق الأوسكار.
دي كابريو وديل تورو: ثنائي كوميدي رائع
يظهر دي كابريو بشخصية كوميدية مألوفة من أعماله السابقة، لكن النص الرائع لأندرسون يمنحها حياة جديدة. أزياؤه مستوحاة من The Big Lebowski، ويشكل ثنائياً ممتعًا مع بينسيو ديل تورو، الذي يؤدي شخصية "لاعب الكاراتيه"، ويضيف بعدًا سينمائيًا جديدًا للفيلم.
الأسرة والخيانة والواقع المضطرب
النصف الأول يركز على الأم وينتهي بالخيانة، بينما النصف الثاني يروي رحلة الأبنة نحو والدها الذي رعّاها، وليس الأب البيولوجي شون بن، مع مشهد اختبار DNA كوميدي وبراعة أداء أوسكاري.
بول توماس أندرسون يقدم فيلمًا عن أسرة مضطربة في عالم معاصر مليء بالخوف والمراقبة والجنون والعنصرية، فيلم يجمع بين السياسة والإنسانية والفن السينمائي الراقي.