TRENDING
نانسي خوري بدور هيفا.. اللغز الذي خطف أضواء مسلسل

هي فاكهة مسلسل "سلمى" وضحكته ودمعته، نانسي خوري بدور هيفا، التي بدأت شخصيتها في الحلقات الأولى في مكان، وتنتهي اليوم إلى مكانٍ آخر، انعطافة كبيرة بمبررات درامية، عن أمٍ تخفي وجعها خلف مساحيق التجميل والضحكة المصطنعة.

مدهشة نانسي وهي تغيّر جلدها، هيفا التي بدت جامحة، تعيش علاقات سرية، لعوب، تغوي الرجال، تعمل في نادٍ ليلي، ترقص للسكارى، تغنّي لهم أغانٍ هابطة.

لا مبالية، أو هكذا تبدو، يسقط قناع اللامبالاة عندما تصطدم بمرض جارتها سلمى (مرام علي)، فتقدّم لها أقصى درجات الدّعم. لا تجيد تنميق الكلام وتوزيع العواطف، لكن عند الشّدائد يظهر معدنها.

تكتشف مع تصاعد الحلقات أنّ هيفا ليست مجرّد امرأة مستهترة، هي أمٌ اضطرتها الحياة إلى الغوص

في الوحل لتعيل ابنها، بعد أن رحل زوجها تاركاً خلفه مسؤوليات جسيمة تحمّلتها وحدها وهي مجرّدة من كل مقوّمات الصّمود، تبرّر قائلة "لم أصل إلى الصّف السّادس، فما كان المطلوب منّي؟ أن أصبح طبيبة؟". تبرير لم يقنع والدتها فحرمتها من ابنها.

وُعدت ومعها مشاهدو "سلمى" بلقاء ابنها، أعدّت العدّة لاستقباله، وعندما مُنيت بخيبة أمل خلعت عنها رداء هيفا المستهترة، وظهرت بصورة الأم المقهورة، تجسّد وجع كل الأمهات المحرومات من أطفالهن.

مذهلة نانسي وهي تتدرّج في دورها من مغنية في ملهى رخيص، إلى جارة مستهترة تواجه كل مشاكل الحياة بضحكة رقيعة، إلى أمٍ تبكي فلذة كبدها وتُبكي الأمهات اللواتي يشاهدنها ويخفن من مصير مشابه.

تؤدّي نانسي دورها ببراعة، هي نوتة في معزوفة متجانسة، كل الممثلين يلعبون أدوارهم وكأنّها ليست أدواراً في سيمفونية أداء مدهشة جعلت مسلسل "سلمى" يتربّع بجدارة على عرش المسلسلات الأكثر مشاهدةً، ليكون مفاجأة الموسم. لم نتوقّع منه الكثير فأعطانا الأكثر، مقوّمات نجاحه نجومه ونانسي واحدة منهم، بارعة ومعجونة بموهبة فطرية تجعل من "هيفا" دور العمر.