TRENDING
Reviews

خمسة أسباب ستدفعك لمشاهدة مسلسل "سلمى"

خمسة أسباب ستدفعك لمشاهدة مسلسل


مسلسل "سلمى" عمل درامي ممسوك بالخيط الذهبي بين الأداء والحب والإنسانية.

هذا العمل ليس مجرد حكاية عابرة على الشاشة، بل عمل درامي ناجح بكل المقاييس، يستحق أن نتوقف عند الأسباب التي جعلته يتصدّر المشهد ويعلو على كثير من الإنتاجات.

السرّ يكمن في الخيط الممسوك بأبهر أداء، وفي تفاصيل مشغولة على نار الإتقان من النص إلى التمثيل إلى الإخراج.

ممثلون بقامات عالية

العمل قائم على أداء استثنائي من ممثلين كبار، كلّ منهم أدّى دوره بإحساسٍ عميق وخبرة فنية عالية:

مرام علي، نيقولا معوض، ستيفاني عطالله، تقلا شمعون، طوني عيسى، نقولا دانيال…

حتى أصحاب الأدوار الثانوية مثل نانسي خوري (هيفا)، سعد مينا (حليم)، وفرح بيطار، كانوا بمثابة العطر الخفيّ الذي يرفع منسوب الجمال في كل مشهد.

العمل منسوج بخيط واحد دون ارتخاء أو حشو، متماسك حتى النهاية، كما لو أن كل تفصيل فيه وُضع بدقّة منسجمة مع اللحن العام.

الطيبة وروح العائلة

"سلمى" عمل عائلي الطابع، يحمل روح الألفة والمحبّة.

العم نديم، الذي جسّده ببراعة نقولا دانيال، هو البركة التي يتمناها كل بيت.

صنع المعجزة الدرامية في تعامله مع الطفولة المعذّبة والفقر، وراح نحو الحضن الأوسع، ليلمّ شمل عائلة تمزّقها الحاجة ويجمعها الحنان.

شخصيته تمثل جوهر العمل الإنساني الذي يغلب فيه الحبّ على القسوة، والإيثار على المصلحة.

الطفولة المعذّبة… النقاء في وجه العوز

في زمنٍ قاسٍ، تُطلّ في "سلمى" طفولة نقية، ذكية ورفيعة الأخلاق، رغم الفقر والعوز.

طفلان في العمل يقدّمان نموذجًا راقيًا ومُلهمًا لكل طفل يشاهد المسلسل.

هما مرآة للبراءة التي تصمد في وجه القسوة، وللقيم التي تتفتح مثل زهرة في أرضٍ قاحلة.


الشرّ الظاهر والخير المبطن

من أجمل ما في العمل أنه لا يُدين الشخصيات بل يفهمها.

شخصية حليم (سعد مينا) مثال على الشرّ الذي يبدو في الظاهر، لكنه مفعم بالشهامة والمروءة في العمق.

هو رجل يسعى لحبيبته بصدق، يقف مواقف بطولية، يساعد الآخرين، ويمدّ يد العون حيث لا يتوقّع أحد.

في ملامحه قسوة، لكن في قلبه خير مكتوم ينتظر لحظة الانفجار بالمحبة.

الحبيب الصامت

أما طوني عيسى، فيقدّم شخصية الحبيب الصامت الذي يحبّ بعمق دون أن يبوح.

يقف شامخًا، وفي صمته كلام كثير، في حضوره دفء، وفي غيابه حنين.

إنه رجل من زمنٍ نادر، يعيش الحب كسرّ نبيل لا كإعلانٍ عاطفي.


درس في الإنسانية

"سلمى" هو عمل يصالحنا مع فكرة الخير، ويذكّرنا أن الطيبة ما زالت ممكنة،

وأن الفنّ، حين يُمسك بخيطه الصحيح، يصبح متعة على شكل دراما راقية.