TRENDING
حفل تأبين يمنى شري… اجتمعنا على الحزن كما جمعتنا يوماً على الفرح


ما زال رحيلك يعيد فجوة الغياب دمعاً يا يمنى.

أصدقاء ومحبون ورفاق درب وأهل ورسميون اجتمعوا في بيروت لتقديم لحظة وفاء للغائبة التي توارت في الغربة.

يمنى شري وداعاً. بكلمات مؤثرة أشبه برسالة حب طويلة تلاها الزميل سعيد الحريري مساء الأمس في حفل تأبيني للصوت الذي رحل وبقي صداه في النفوس. للوجه الذي خاصم الحزن وبقي مبتسماً ولم نعرف عنه سوى رجوع الضحكات.

صور ورسائل حب كثيرة قدمت على شاشة عملاقة من فنانين ورفاق ومحبين كان لهم شرف التعاون والتعارف مع يمنى الفرح التي لا تصدق غيابها.


كانت على خصام كبير مع الحزن فكل حضور لها كان يشي بالفرح تشهره من أجل الانتصار.

يمنى التي لا تصدق موتها..كانت قد عقدت قراناً أزلياً مع الفرح وتلك الضحكة التي بقيت ختماً في الذاكرة.

تضج بالحياة وكأن الموت يلزمه أزمنة وعصور حتى يجرأ على الاقتراب من صاحبة الوجه المضيء.

إعلامية من الطراز السابق لعصره ما قدمته من البدايات كان يلزم المهنة العقود لتدرك انها فتحت طريق التجدد والاستلهام وكانت رائدة في افكارها واسلوبها.

أبكانا الزميل سعيد حريري في كلمته التي أتت من قلب صديق عرف الفقدان. وأضاف على الدمع دمعاً كلمة والدها في وداعها وكلمة شقيقها وهو يتذكر محطاتها الناجحة والمحبة فكانت قدوة في عائلتها وكانت مخلصة للمهنة التي أحبتها أكثر من أي شيء أخر. كما كانت مخلصة للناس، تؤمن أن الإعلام ليس ضجيجاً بل حوار وابتكار، وأن الشاشة مرآةٌ للنبل قبل أن تكون مرآةً للجمال.

واليوم، في غيابها، نكتشف كم تركت من أثرٍ في العلاقات الجميلة التي نسجتها، وفي القلوب التي ظلّت تبتسم كلما سمعت اسمها.

جمعتنا يمنى مرارًا حول الفرح، حول اللقاء والكلمة والضحكة التي كانت تسبقها أينما حلت.

لكنها هذه المرة جمعتنا على غير عادتها… لا من أجل الفرح، بل من أجل الحزن، حزن الفقد، حزن الغياب الذي تركته وراءها وهي تمضي بصمتٍ يشبه النبل الذي عاشته.

اجتمعنا لنودّع من كانت تجمعنا دائمًا على الأمل، نودّعها بكلماتٍ تختلط فيها الدموع بالابتسامة، لأن من عرف يمنى لا يستطيع أن يذكرها إلا مبتسمة.

كأنها لا تزال بيننا، تنظم هذا اللقاء بطريقتها، أنيقةً حتى في الغياب، مضيئةً حتى في الرحيل.