يُعد فيلم Life or Something Like It واحدًا من أبرز الأعمال التي قد تغيّر نظرتك للحياة نفسها. في هذا الفيلم الذي أنتح عام 2002، تقدم أنجلينا جولي أداءً إنسانيًا مؤثرًا يجمع بين عمق الفكرة وبراعة التمثيل، لتضع المشاهد أمام سؤال وجودي صريح: ماذا لو عرفت أن أمامك أسبوعًا واحدًا فقط للعيش؟
مراسلة تتلقى نبوءة تهز حياتها
تدور أحداث الفيلم حول مذيعة تلفزيونية ناجحة، تُجري مقابلة مع رجل غريب يدّعي أنه قادر على التنبؤ بالمستقبل. أثناء الحوار، يخبرها بثلاثة أحداث غريبة ستقع قريبًا، ثم يفاجئها بعبارة تقلب حياتها رأسًا على عقب: "ستموتين يوم الخميس المقبل".
في البداية، تسخر البطلة من الأمر تمامًا، لكنها تبدأ في القلق حين تبدأ النبوءات بالتحقق واحدة تلو الأخرى. ومع مرور الأيام، تستسلم تدريجيًا لفكرة أن موتها بات وشيكًا، فتبدأ في إعادة النظر بكل تفاصيل حياتها.
من الإنكار إلى التحرر
يصور الفيلم بذكاء رحلة البطلة بين الخوف والتمرد، من حالة الإنكار إلى قرارها بأن تعيش آخر أسبوع في حياتها كما لم تعشه من قبل.
تتخلى عن روتينها الصارم، وتخرج عن المألوف: تذهب للعمل بعد أن سكرت للمرة الأولى في حياتها، وترتدي ملابس غير رسمية لتغطي احتجاج سائقي الحافلات، لكنها بدلاً من التغطية تنضم إليهم بالغناء والرقص، فتتحول إلى حديث البلاد.
سقوط الأقنعة وولادة جديدة
تفقد البطلة عملها، ويتركها حبيبها، لكنها تكتشف أن تلك الخسارات لم تكن نهاية، بل بداية لحياة أكثر صدقًا. تتلقى عرضًا من قناة شهيرة لإجراء مقابلة كبيرة، وهناك تفاجئ الجميع بتمردها على النص المعد مسبقًا، وتبدأ بطرح أسئلة صادقة من قلبها، فتؤثر بعمق في ضيفتها والمشاهدين على حد سواء.
وفي الوقت نفسه، تصالح والدها بعد قطيعة طويلة، وتكتشف كم كان يحبها في الخفاء، وتشهد لحظة إنسانية مؤثرة تجمع بين الغفران والاعتراف بالحب. كما تكتشف أيضًا مشاعر حقيقية تجاه زميلها الذي طالما ضايقها، لتبدأ بينهما قصة حب صادقة.
النهاية... موت قديم وحياة جديدة
في اليوم الموعود، تتعرض البطلة لإطلاق نار، ويبدو أن النبوءة تحققت، لكنها تنجو بأعجوبة. حين يخبرها الجميع أن العراف كان مخطئًا، تبتسم وتقول:
"لقد متّ فعلاً، لكن الشخصية القديمة هي التي ماتت. أنا الآن وُلدت من جديد."
فلسفة الفيلم
الفيلم يقدم رؤية فلسفية عميقة عن معنى الحياة والموت، ويؤكد أن الخوف من المستقبل هو العدو الأكبر للحياة الحقيقية.
فمن لا يعيش لحظته بصدق، يظل أسير القلق والخيال، وكأنه يعيش حياة شخص آخر. أما من يواجه الموت بشجاعة، فيتعلم أن يعيش حقًا، لا أن ينجو فقط.
Life or Something Like It ليس مجرد فيلم درامي عن نبوءة غامضة، بل هو رحلة وعي نحو الذات، وتذكير قوي بأن الحياة لا تبدأ إلا حين ندرك أنها قد تنتهي في أي لحظة.