في عام 2006، أثارت شركة "العدل جروب" جدلاً واسعًا عندما أعلنت عن نيتها إنتاج مسلسل يحكي سيرة الأسطورة عبدالحليم حافظ، لكن المفاجأة الكبرى كانت في طريقة اختيار البطل: مسابقة تلفزيونية تُبث مباشرة على الهواء، بعنوان "العندليب... من يكون؟"، تزامنًا مع الذكرى الـ29 لرحيل العندليب.
اختيار علني لبطل يشبه الأسطورة
فكرة المسابقة كانت مبتكرة في ذلك الوقت، إذ كان الجمهور يشارك بنسبة 50% من القرار إلى جانب لجنة التحكيم، بينما الشرط الأساسي للمتسابقين هو أن يكونوا شبه عبدالحليم حافظ في الملامح والحضور.
البرنامج الذي عرضته قناة MBC، ضم لجنة تحكيم مكونة من المخرج جمال عبدالحميد، الموسيقار هاني مهنا، الكاتب مدحت العدل، الإعلامي عمر خفاجة، والملحن وجدي شيا.
منافسة شرسة وحضور نانسي عجرم
في المرحلة النهائية، تنافس شريف عبدالمنعم من مصر، يوسف كيوان من الأردن، وشادي شامل من مصر. وشهد الحفل الختامي مشاركة النجمة نانسي عجرم، التي غنّت مع المتسابقين أغنية "حاجة غريبة" من فيلم معبودة الجماهير، إلى جانب المطرب جواد العلي.
تتويج شادي شامل بالعندليب الجديد
بفضل ملامحه القريبة من عبدالحليم وصوته العذب، فاز شادي شامل بلقب "العندليب" بنسبة 95.8% من تصويت اللجنة والجمهور، ليجسد بعدها دور العندليب في المسلسل الرمضاني "العندليب... حكاية شعب" الذي حقق نجاحًا واسعًا.
عبء التشابه ومحاولة التحرر
ورغم موهبته المتعددة كمغنٍ وعازف وممثل، ظل شادي أسيرًا لصورة عبدالحليم في أذهان الناس، إذ اختُزل اسمه في "العندليب الجديد". لاحقًا حاول مرارًا التحرر من الظل الثقيل، فغيّر مظهره أكثر من مرة، حتى وصل في عام 2025 إلى إطلالة مختلفة تمامًا، تعكس شخصيته الحقيقية بعيدًا عن الدور الذي جعله نجمًا.
رحلة شادي شامل تظل مثالًا فريدًا على كيف يمكن لدور واحد أن يصنع مجد الفنان... ويقيده في آنٍ واحد.