TRENDING
كلاسيكيات

عمر الحريري.. رحلة شغف بدأت من المسرح العائلي إلى معهد التمثيل

عمر الحريري.. رحلة شغف بدأت من المسرح العائلي إلى معهد التمثيل

منذ طفولته المبكرة، كان للفن مكان راسخ في قلب الفنان الراحل عمر الحريري، الذي بدأ مسيرته الفنية وهو في السابعة من عمره، حين كان يرافق أسرته إلى المسارح لمشاهدة أعمال كبار رواد الفن في مصر، مثل نجيب الريحاني ويوسف وهبي وعلي الكسار وجورج أبيض.

البدايات.. تقليد العمالقة أمام العائلة

نشأ الحريري وسط أجواء فنية أصيلة، وكان يعود إلى منزله بعد العروض ليقلّد أمام أسرته جميع الفنانين الذين شاهدهم، حتى كبار الممثلات مثل أمينة رزق. هذا الشغف الطفولي تحوّل إلى عادة يومية أحبها الجميع في أسرته، إذ كانوا يجتمعون ليشاهدوه يؤدي المشاهد المسرحية بطريقته الخاصة، بين تشجيع وضحك واستمتاع.

من المسرح المنزلي إلى حفظ النصوص

ومع بلوغه الثانية عشرة، بدأ عمر الحريري يقتني المجلات والكتب التي تنشر المسرحيات بثمن زهيد لا يتعدى القرش الواحد، فكان يحفظ النصوص كاملة ويؤديها أمام العائلة، موزعًا الأدوار على أقاربه، في مشهد يعكس نبوغه الفني المبكر.

دعم الأسرة وبداية الطريق

حين أعلن الحريري رغبته في أن يصبح ممثلاً، لم يواجه أي اعتراض من والده، الذي اشترط فقط أن يُكمل دراسته ويحصل على الشهادة أولاً. وبعد نيله شهادة البكالوريا، كان معهد التمثيل قد افتُتح حديثًا، فقرر الالتحاق به لتحقيق حلمه.

تجربة القبول الصعبة

روى عمر الحريري أن يوم امتحان القبول في مسرح الأزبكية كان مزدحمًا بأكثر من ألفي متقدم من الشباب والفتيات، وقال لنفسه متسائلًا: "أين سأذهب وسط هذه المظاهرة؟" لكنه خاض التجربة بثقة، مؤديًا مقطعًا من مصرع كليوباترا وبعض الجمل من أحد الأفلام، ليُطلب منه التوقف بعد دقائق، وقيل له: "يكفي هذا، سنرسل لك لاحقًا."

القبول الذي غيّر مجرى حياته

ظن الحريري حينها أنه فشل، لكنه فوجئ بعد أسبوعين باستدعائه لامتحان التصفية. أعاد تقديم نفس المقطع، ليُقبل رسميًا في المعهد، في بداية رحلة فنية ستجعل منه لاحقًا واحدًا من أبرز وجوه المسرح والسينما في مصر والعالم العربي.

بهذه الخطوات الأولى، رسم عمر الحريري طريقه نحو المجد الفني، مؤكدًا أن الموهبة الحقيقية لا تعرف عمرًا ولا انتظارًا، بل تبدأ من لحظة حب صادق للفن.