اختارت النجمتان مايا دياب وريم خوري أن تكونا من أبرز العناوين البصرية التي أثارت الجدل ولفتت الأنظار في مهرجان الجونة في دورته الثامنة.
كلتاهما قدّمت تفسيرها الخاص للأنوثة الجريئة، لكن على طريقتين متناقضتين بين الذهب المشتعل والهواء المتطاير.
مايا دياب... امرأة من لهبٍ ذهبي
ظهرت مايا دياب بفستان من تصميم جان لويس صبجي، تحوّل إلى مشهد بصري يخطف الأنفاس.
الفستان صُمم من قماش ذهبي لامع يتخلله تطريز كثيف عند الجوانب، بينما جاءت قصّته مفرغة تكشف أكثر مما تغطي، لتبدو كأنها تتدثّر بالنور نفسه.
الذيل الطويل المنسدل أضاف بُعداً درامياً جعلها أشبه بملكة خرجت من أسطورة نارٍ وذهب، في إطلالةٍ تحاكي فخامة المسرح لا خجل السجادة الحمراء.
مايا لم تراهن على البساطة، بل على قوة الحضور؛ إذ بدا الفستان كصرخة موضة تقول: “الجرأة هي فني”.
ريم خوري... أنوثة تتطاير كنسمة سماوية
أما ريم خوري الممثلة اللبنانية التي عرفناها مؤخراً في مسلسل "آسر"، فقد اختارت فستاناً باللون السماوي الفاتح بقماشٍ رقيقٍ شفاف يكاد يرقص على جسدها مع كل حركة.
جاء التصميم بخطوط مائلة تكشف الكتف والخصر، فيما أضفت التطريزات البراقة على الذراع الواحدة لمسة من الضوء المتكسر فوق نسيجٍ خفيف كالهواء.
إطلالتها جمعت بين الرهافة والجرأة، بين الطفلة الحالمة والمرأة التي تعرف كيف تسرق الضوء بخفة الريح.
ريم بدت كما لو أنها ارتدت غيمة محاطة بوميضٍ من النجوم، لا تبحث عن لفت النظر بقدر ما تدعو المشاهد إلى التأمل في هشاشة الجمال نفسه.
بين مايا وريم، تباينت القراءات حول مفهوم الجرأة في الموضة.
الأولى قدّمت جسداً من نار، والثانية روحاً من هواء، لكنهما التقتا عند نقطة واحدة: أن الموضة في مهرجان الجونة ليست للرؤية وحسب بل مادة للنقاش.