في مثل هذا اليوم، نستذكر أصعب الفترات في حياة الفنان الكبير يوسف وهبي، الذي واجه مأساة شخصية غير مسبوقة دفعت به إلى صراع نفسي وعصبي عميق. فقد فقد وهبي ابنته الروحية "بثينة"، ابنة زوجته سعيدة منصور، في حادث مأساوي أدى إلى انهياره النفسي وإصابته بأزمة عصبية حادة.
حادثة سقوط بثينة وانهيار وهبي
يوسف وهبي يروي تفاصيل هذه الفترة في مقابلة مع مجلة الكواكب: "لقد سافرت من مصر ومعي حرمي وكريمتها ونحن حطام بمعنى الكلمة، وكنت أنا أشد الثلاثة مرضًا وأكثرهم إعياءً وأقربهم إلى الجنون، لأنني كنت الوحيد الذي شاهد ابنتي بثينة وهي تقع من فوق السور. لقد حملتها ولا تزال صورتها الطاهرة منقوشة في ذاكرتي."
رحلة العلاج في جنيف
بعد تدخل الحكومة المصرية ومنحه دعمًا ماليًا للعلاج، سافر وهبي إلى جنيف حيث أمضى أيامه الأولى في فندق قبل أن يلتحق بأحد المستشفيات الخاصة المتخصصة في الأمراض العصبية. هناك، قدم الطبيب المعالج خطة لعلاج حالته النفسية، اقترح فيها شل عصب محدد في المخ لمحو الذكريات المؤلمة أو النوم المتواصل لمدة شهر لإعادة تنظيم التفكير تدريجيًا.
خيار النوم الإجباري ومقاومة الألم
اختار يوسف وهبي علاج النوم الإجباري، حيث كان يُحقن بحقنة منومة في السادسة صباحًا ويستيقظ مساءً لتناول طعامه، قبل أن يُحقن مرة أخرى في السادسة مساءً. إلا أن هذا العلاج لم يكن كافيًا لتخفيف الألم، فطلب وهبي الخروج يوميًا للمشي لساعات، ليجد نفسه غارقًا في الحزن، حتى محاولات الترفيه والمحادثة لم تفلح في تخفيف وطأة مأساة فقد ابنته.
العودة إلى مصر واستعادة الصبر
بعد 23 يومًا من العلاج المكثف وخسارة نحو 15 كيلوغرامًا من وزنه، اضطُر يوسف وهبي للعودة إلى مصر بسبب نفاد الأموال. وعلى الرغم من معاناته الكبيرة، فقد ظل الفنان يؤمن بأن العمل هو السبيل الوحيد للنسيان والتعافي، كما أوصى به الطبيب: "إنني أدعو الله أن يلهمني الصبر والسلوان، وأن أغرق همومي وآلامي في العمل، فالعمل وحده هو السبيل للنسيان."