TRENDING
قصة حب ديما وهادي تخطف القلوب في مسلسل


دور ثانوي يضيء بمشاعر البطولة في "سلمى"

في كل عمل تلفزيوني، ثمّة أدوار تُكتب لتكون ظلالاً للأبطال، لكن بين الظلال أحيانًا يولد ضوءٌ غير محسوب، يسرق الحكاية بهدوء ويعيد رسم المشهد كله.

هكذا يفعل وسام صباغ في مسلسل "سلمى"، حين ارتدى شخصية "هادي "ببساطة الموجوعين وصدق من عاشوا الهزيمة الداخلية بصمتٍ نبيل.

هادي، الرجل الخارج من تجربة طلاق مرّة، يلتقي ديما (تجسّدها بصدقٍ وحرارة رنا كرم)، المرأة التي ذاقت القهر ذاته من زواجٍ ألقى بها في العراء العاطفي.

يلتقيان لا بوصفهما عاشقين، بل كمنكسريْن جمعهما الوجع ذاته وجع الخذلان، وجع أن تُترك واقفًا في منتصف الطريق بين ما كان وما لن يكون. وفي جدران بيت عتيق وعند مسح الغبار ارتفع موج العاطفة والتقت نظرات الحب بلا موعد.


في مشهد واحد فقط، استطاع وسام صباغ أن يقلب المعادلة.

تحوّل من ممثل في الهامش إلى قلبٍ نابض للحكاية، يكتب بعيونه سطورًا لم تُكتب في السيناريو. نظراته نحو ديما ليست أداءً، بل ومضة تفتح بابًا لعلاقة تولد من قهر التجارب.

ذلك المشهد كان بمثابة نقطة تحوّل، في سياق العمل، وفي مسيرة ممثل يعي تمامًا كيف يُسكن الألم في الملامح، وكيف يترك المساحة للصمت كي يتكلم.

أما ديما، فهي النموذج الأنثوي الذي يلامس القلب امرأة صديقة، أمّ متفانية، وروح تبحث عن العدالة في حياةٍ لم تنصفها. يجتمع الاثنان على جرحٍ متشابه فيتحوّل التوازي بينهما إلى التقاءٍ حتمي، وكأن القدر قرّر أن يُرمّم قلبيهما عبر الآخر.


في العمل الناجح الكل ابطال

مسلسل "سلمى" يثبت مجددًا أنه ليس حكاية بطلة، بل لوحة من العلاقات المتداخلة حيث لا وجود لدور صغير.

كل شخصية تمتلك مساحتها من الضوء، وكل ممثل قادر أن يصنع لحظته الخاصة.

وكما فعلت نانسي خوري بالأمس بدور هيفاء ها هو وسام صباغ يمنح الدور الثانوي معنى آخر، بطولة من نوعٍ هادئ، تنمو من الداخل، وتعيد تعريف الحضور الحقيقي للمثل يجيد دوره أمام الكاميرا.