TRENDING
كلاسيكيات

ليلة طرد إسماعيل ياسين من مسرحه: أزمة تهدد فرقة الكوميديا بالتوقف

ليلة طرد إسماعيل ياسين من مسرحه: أزمة تهدد فرقة الكوميديا بالتوقف

في واقعة مؤثرة من ذاكرة المسرح المصري، واجه الفنان الكبير إسماعيل ياسين واحدة من أصعب لياليه الفنية، حين طُرد هو وفرقتُه من المسرح الذي أسّساه مع الكاتب أبو السعود الإبياري، بسبب خلاف مع مالك العقار حول شروط الإيجار، مما هدد استمرار الفرقة ومصدر رزق عشرات العاملين فيها.

بداية الحكاية: مسرح حلم وإبداع

تعود القصة إلى عام 1954، حين أنشأ إسماعيل ياسين وأبو السعود الإبياري مسرحًا خاصًا بهما على أرض سينما ميامي في القاهرة، وقدّما عليه أعمالًا ناجحة جمعت بين الكوميديا والفن الراقي.

أدركت الجهات الرسمية حينها أهمية المشروع الفني، فقرر الدكتور حاتم، المسؤول في مصلحة الاستعلامات، تقديم إعانة مالية لدعم الفرقة تقديرًا لدورها الثقافي.

عقد الإيجار القديم وبداية الأزمة

كان المسرح مقامًا على أرض يملكها إيطالي، مقابل إيجار شهري قدره 450 جنيهًا، واستمرت الفرقة في نشاطها دون مشاكل حتى بيع العقار إلى مالك جديد.

لكن المالك الجديد رفض الالتزام بالعقد القديم، معلنًا أنه لا يعترف به، وقال لإسماعيل ياسين:

"أنا غير ملزم بالعقد القديم."

فرد إسماعيل متسائلًا:

"أمال عاوز إيه؟"

ليأتي الرد الصادم:

"أريد أن يكون الإيجار 50% من دخل شباك التذاكر، وإن لم يعجبك، أقبل الإيجار القديم بشرط الحصول على 30% من الإيرادات."

موقف إسماعيل ياسين: "المسرح ليس دكانًا"

رفض إسماعيل ياسين هذه المطالب بشدة، مؤكدًا أن المسرح بالنسبة له ليس مشروعًا تجاريًا، بل رسالة فنية وإنسانية، قائلاً:

"المسرح ده زي المدرسة، وهل ممكن نقفل مدرسة؟ أنا وأبو السعود هدفنا فني، مش مادي، ومش ممكن نحل الفرقة ونقفل بيوت العاملين فيها."

أبو السعود الإبياري: "لن نغادر المسرح"

شارك أبو السعود الإبياري صديقه الرأي، مضيفًا بإصرار:

"حتى لو هدم المالك المكان فوق رؤوسنا، فلن نتركه ولن نغلق المسرح. هذا المكان فكرة وهدف، وليس مجرد دكان تجاري."

النهاية المجهولة

ورغم صمود إسماعيل ياسين وفرقتِه، ظلت الأزمة قائمة، مهددة بإغلاق واحد من أهم المسارح الكوميدية في مصر.

القصة التي رواها الصحفي حسين عثمان في مجلة الكواكب عام 1962 تبقى شاهدًا على نضال فنان آمن بأن المسرح رسالة لا تُقاس بالأرباح، بل بما يقدمه من فرح وإبداع للناس.