في قلب العاصمة السعودية التي باتت اليوم منصّة عالمية للموضة والابتكار، أطلّ المصمّم عبد الرحمن العابد بمجموعة "هَبَّت شَماليّة" لدار قِرمِز (Qormuz)، ضمن أسبوع الأزياء في الرياض، حاملاً نسمة من الصحراء وأغنية من البداوة الأولى إلى قلب الضوء الحديث.
المنصّة كانت مسرحًا بين زمنين
الماضي الذي يتردّد صوته عبر نايٍ وربابةٍ، والحاضر الذي يتجلّى في خطوط التصميم الجريئة والأقمشة المنسوجة بالخيال.
بين عارضٍ يرتدي جلود الخراف وآخر يقود ماعزاً يمشي على إيقاع الضوء، وُلد مشهدٌ يُشبه القصيدة تردد كلمات الماضي في أسماع وعيون الحاضر.
هنا حيث يتعانق التراث مع الفن المعاصر في عرضٍ يترجم روح السعودية الجديدة: أصيلة الجذور، متجدّدة الملامح.
الوان حياة وضجيج
المجموعة عكست هذا التناقض الجميل بين قِدم الطقوس وحداثة التعبير، فجاءت الألوان كخريطة وجدانية للمكان.
ترابية تُشبه الرمل، وفرِحة تُشبه المهرجانات، وأخرى ملوّنة تفتح العين على اتّساعها.
هي أزياء من روح الماضي ونبض الحاضر، تُعيد صياغة الصحراء كرمزٍ للجمال الحرّ والابتكار المتجدّد.
ومثل ريحٍ تهبّ من شمال الجزيرة لتبعث الحياة في الرمال، جاءت "هَبَّت شَماليّة" كتجسيدٍ لنهضة الموضة في السعودية، تلك البلاد التي لم تَعُد تكتفي بأن تكون مستقبِلة للعروض، بل باتت تكتب فصول الموضة بيدها، وتوقّعها بخطٍّ عربيٍّ أصيل.