TRENDING

مسلسل «سلمى» الذي تقدّم بخطى هادئة وخفيفة، ونجح في العبور بين المسموح والممنوع من دون إخفاقات، استطاع منذ البداية أن يرسّخ مضموناً عائلياً دافئاً، قائمًا على الألفة والمحبة والتعاضد. غير أنّ حلقة الأمس كسرت هذا الإيقاع.

مشاهد غير موفقة

المشاهد التي جمعت بين هيفاء المرِحة وديما الخجولة لم تكن موفّقة، إذ اتّجهت نحو العنف والقتال اليدوي ثم السكاكين، وإن انتهى الشجار في النهاية بودّ وهضامة، إلا أنّ التنفيذ جاء ثقيلاً ومبالغاً فيه. هذه اللقطات لم تعبّر عن الروح الخفيفة التي اعتادها المشاهد، بل بدت دخيلة على العمل، وبدّلت ملامح الشخصيات إلى صور غريبة لا تشبهها، أقرب ما تكون إلى سمجة ومفتعلة.

المراوحة

يبدو أن «سلمى» بدأ يدخل مرحلة المراوحة والتطويل، مع ابتكار مشاهد لا طعم لها، فقط لملء الوقت حتى بلوغ الحلقة التسعين. وكأن القصة، التي كان يُفترض أن تلملم خيوطها تدريجياً، أصبحت تُمدَّد عمداً على حساب جودتها، فباتت بعض الفصول مملة ومرهقة للمشاهد.


سقطات بلا مبرر

القصة الإنسانية التي نجحت في فكرتها الأصلية، لم تنجح في سيناريوها التنفيذي؛ بين أحداث مكررة لا تضيف، وألغاز تُطرح ولا تُناقش. على سبيل المثال: يتم اختراع شجارات مفتعلة تشوّه السلاسة، وتُعطى مساحة واسعة للطفلين جولي وشادي في إطار واضح لملء الفراغ الزمني، بينما تُهمل قصص أساسية كان يمكن البناء عليها.

لم ينجح النص في صياغة شخصية ميرنا

أبرز مثال على ذلك شخصية ميرنا: قُدِّمت كمريضة نفسياً، لكن السيناريو لم يعالج مرضها بوضوح، ولم يقنعنا به. فبدلاً من أن تبدو مضطربة أو هشّة نفسياً، ظهرت لئيمة وشرّيرة ومخطّطة. بل إن الشخصية بدت أذكى وأكثر دهاءً من أن تُصنَّف وفق ما يرويه النص عنها. هذه ثغرة درامية واضحة لم يُحسن صُنّاع العمل التقاطها.

جلال شخصية محورية بالاسم

الأمر نفسه ينطبق على جلال، الشخصية التي يُفترض أن تكون محورية، لكنها حتى الآن، بعد أكثر من 65 حلقة، لا تزال باهتة، غامضة، ومغيّبة. حضورها لا يحمل فعلاً درامياً، بل حضورا رمزياً مؤجلاً، وكأن العمل كلّه قائم على انتظار كشف “ورقة جلال”، ومتى كُشفت انتهى كل شيء. هذا أسلوب قديم في شدّ المشاهد، وغير مضمون.

السيناريو الجيّد لا يؤجّل العقدة إلى ما لا نهاية، بل يمسك بخيوط متعددة ويُحسن حلّها وربطها دون إطالة. وهنا، يبدو أن الحكاية كانت أقوى من معالجتها.