ما زالت شخصية آسيا (هلال ألتنبيليك) في مسلسل «المحتالون (Sahtekarlar)" تثبت نجوميتها وقدرتها على تجسيد الدور بكل أعماقه.
منصة «شاهد» التي قررت بث هذا العمل بعد أن مضى على عرض خمس حلقات منه في تركيا عبر شاشة Now، أي ما يعادل عشرين حلقة على «شاهد»، جعلت المشاهد العربي قادرًا على متابعته مدبلجًا إلى العربية ومجّانًا.

هلال ألتنبيليك كما لم نراها يوماً
هذا المسلسل الذي بدت مشاهده الأولى رتيبة وعادية، سرعان ما تحوّل إلى عمل مشحون يشعل فتيل الإثارة.
هلال ألتنبيليك تخلع كل شخصياتها الماضية لتظهر بشخصية جديدة، فهي ليست المرأة التي تعتمد على جمالها هذه المرّة، بل على كفاحها وشجاعتها وصبرها.
إنها الأخت الكبرى في عائلة متروكة بلا أب ولا أم، بسيطة على قدّ الحال، تتحمّل مسؤولية إعالة إخوتها :من تعليم أختها في الجامعة، إلى شدّ عصب شقيقها الصغير المشاغب، ابن الحي الشعبي الذي لا يعرف سوى البلطجة وسلوك أولاد الشوارع.
تعيش ألتنبيليك دور الفقيرة المتواضعة بكل صورها وبؤسها، لكنها في الوقت نفسه تُظهر ذكاءها ودهاءها وشجاعتها. تعرف كيف تُمسك الدفّة وتُشعل الشخصية حياةً في تفاصيل العمل.

الشجاعة والصبر سمتها
لن نرى البطلة بصورها المعهودة من أناقة وترف، بل من دهاء وحب وذكاء وحنان.
شخصية قوية مقهورة تخوض غمار الحياة وسط عصابات تستغلها لتسديد ديون شقيقها وشغبه المستمر، وإلا فالثمن سيكون الموت.
هنا تلجأ إلى أخطر حيلة بانتحال شخصية الابنة الضائعة لعائلة ثرية، ليبدأ فصل جديد من المغامرة محفوف بالمخاطر من كل الجهات:
بين نشأتها الفقيرة ومسؤوليتها تجاه أسرتها، وبين العصابات التي تبتزّها، وبين العائلة الثرية ذات اليد البطّاشة، تمضي آسيا وسط كل هذا الصخب، تمشي على خيطٍ رفيع من النجاة والجرأة.

هلال البطلة الآسرة
تمسك هلال ألتنبيليك بكل هذه الخيوط في «المحتالون»، وتقدّم لنا شخصية آسيا المرنة، المرِحة، الشجاعة، التي تغامر في كل شيء، في الحب الذي ترفضه، وفي العوز الذي يحاصرها، لكنها دومًا جبينها مرفوع وهمّتها عالية رغم كل ما يحدق بها من مخاطر. لتشكل بحضورها لب العمل وتكون بطلته الآسرة.

البطلة المثال
في «المحتالون»، تقدّم هلال ألتنبيليك أداء درامياً متشابكاً، وهي ترسم ملامح امرأة تتقاطع فيها القوة والضعف، الجرأة والخوف، الصبر والتمرّد.
آسيا بطلة المسلسل وشخصية نتقاطع معها بقوتها وعزيمتها لتكون صورة ومثال لكل امرأة معذبة وتعيش ظروفاً قاسية. امرأة تخوض معركتها في الحياة بأسلحتها الناعمة، وتعرف أن النجاة ليست صدفة، بل خيارًا تصنعه الشجاعة.
